18 ديسمبر، 2024 6:44 م

الصحافة .. النقد الصحفي الى ايـــن ؟

الصحافة .. النقد الصحفي الى ايـــن ؟

مع الأسف ( البعض ) من اهل مهنة الصحافة يتسـلّم ْ منبراً اعلامياً متسلقاً اليه بعلاقاته الخاصة والعامة ، ويأخذ يصول ويجول ، منتقداً هذا ومتواطئاً ضد ذاك ، وبحكم الخبرة ، يعيش حالة من الهلوسة فيتصور ان الهواء الذي يدخل رئتيه ينافسه على منصبه ، فيلعن الهواء والماء ومشتقاتهما ويصبح أي كاتب او اديب في نظره مجرد نكرة من النكرات ، على الرغم من مؤلفاته العديدة التي لها قراؤها والمعجبون بها. اننا هنا لا ننكر على احد ان يعطي رأيه ، ولكن مسؤولية الكلمة وخطورتها تجعلنا حذرين ازاء هذا السيل من الاراء المتضاربة التي يلعنها متسلقوا المنابر الذين ينصبون من انفسهم امراء في الادب والفن والصحافة والاعلام ، ويشاركون في تشكيل الرأي العام وتوجيهه… وكثرة الذين يدعون انهم اعلام في النقد الادبي حيث يحفظ احدهم عدة عبارات عن الآصالة والتراث والحداثة ويروح يرددها في مناسبة وغير مناسبة معطياً شهادات لهذا وذاك ،منتقصاً من قدرة الخلاقين والعاملين المبدعين منهم والمهنيين . لا نريد التعميم على الرغم من كونها حالات شاذة ولكن السكوت يعني القبول والرضا.
انه عصر الثقافة الضحلة ، وعصر التواطؤ مع الذات ، مهما كانت صغيرة ضد الاخرين .

اننا نعيش عصر المتسلقين الذين تتشكل كل ثقافتهم من خلال ما يسمعون لا من خلال ما يقرأون ، ويكفي ان ينقل احدهم خبراً او تعليقاً على شاعر او قصصي او روائي مثلاً، حتى نقرأ خطاباً بليغاً في اليوم التالي يردد القول مبتوراً، محوراً، ويصبح الخطاب مقالة في النقد الادبي و تدخل البيوت دون استئذان ! صحيح ان الصحافة مهنة تحولت الى صناعة وصحيح ان الانتاج السريع لا يدع مجالاً للنقد الجاد المعمق ، لكن الصحيح ايضاً انه على الناقد الصحفي الاطلاع على العمل او الاعمال التي تنتج ليكون موضوعياً قدر الامكان كي لا تتحول منابرنا الى مهاترات وضغائن شخصية ، وإلا فعلى الكاتب الصحفي ان يكتفي بالتعريف بالكتب الصادرة دون التعرض لاصحابها ومحتوياتها. قد نكون بحاجة الى من يضع قواعد للنقد الصحفي بعد ان اصبح جزءاً من حياتنا اليومية، وبذلك يسقط كل المتسلقين سهواً وتصبح الكتابة النقدية في الصحف ذات مستوى ، فتنشط منابرنا ، والا بقيت الاحكام الشخصية المبنية على الاهواء والاغراض الخاصة هي سيدة الموقف !.