18 ديسمبر، 2024 11:07 م

الصحافة الاستقصائية تقصي ابو رغيف

الصحافة الاستقصائية تقصي ابو رغيف

عادة ما تستخدم في المحافل والمؤتمرات العبارات البراقة والالفاظ الفضفاضة والعناوين الكبيرة وهي اقرب الى خيال منها الى الواقع وهذا ماجرت العادة علية وما على الجالسين الا الاستماع والتصفيق والانبهار والاندهاش او الصمت فبين مصدق ومكذب تنتهي هذه المؤتمرات بآمال واحلام , هكذا هو حال مؤتمراتنا , الا ان ذلك لا يمنع من وجود شخصيات فعلا مدافعة عن الاخرين وعن المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبرعيتهم , وهذا ما شاهدنا في المؤتمر الوطني للحريات الصحفية الذي عقد في العاصمة بغداد برعاية رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم,
فقد انبرى ذلك المرعي الشجاع في الدفاع عن الصحفيين عندما جاء دورة بعدما ذهب ممثل العبادي وتلاه علي الشلاه في كلماتهم بعيدا , ونسجوا من الخيال احلاما وتحدثوا عن بلدا ليس العراق وعن صحفي اوربي وعن دساتير غربية تحترم الحيوان قبل الانسان , ودعوا الى تفعيل الصحافة الاستقصائية متبجحين بان بلدهم ليس فيه سجين راي واحد وعندها الجم افواههم رئيس مرصد الحريات الاستاذ هادي جلو مرعي وقال لهم فعلا يوجد في العراق سجين رأى وان اسمة “تحسين ابو رغيف والذي كشف عن جريمة فساد واستحواذ على اراضي زراعية كانت تابعة لأركان حكومة صدام في محافظة واسط وقد حكمة القضاء بغتة وان حبر القرار لازال طريا لم يجف حتى الان ! وامام مراى ومسمع الجميع فمالكم كيف تحكمون ؟ , وعن اي صحافة استقصائية تتحدثون اذا كان هذا المصير ينتظر الصحفيون الذين تدعونهم الى الكتابة الاستقصائية وكشف الفساد والمفسدين وينتظرهم السجان وخلف القضبان ينتهي بهم الامر هكذا .
اننا لا نتحدث عن دولة من بلدان الغرب انة العراق الذي يعد نموذجا صارخا في التعدي على حقوق وحرية الصحفيين والقائمة تطول عن حجم الانتهاكات . والغريب ان ذلك يحدث بوجود العديد من القرات الضامنة لحقوق الصحفيين
ان حرية التعبير والتي تقع تحت المادة 38 كانت بمثابة هبة تقدم للمواطن للتعبير عن رأية
فضلا عن انها تعطي للصحفي حق الوصول الى المعلومة حتى يستمر بعملة وتعد ضمانة وحصانة تمكنه من التعبير عن رأية دونما خوفه يعتريه الا انها وكما يبدو اصبحت اليوم تشكل خطرا على احزاب السلطة فقد يجري الحديث اليوم عن تقييد وتكميم الأفواه عن طريق الغاء بعض القوانين الضامنة او تقييدها حتى لا تذهب بعيدا عن متناول هذه الاحزاب والتي تعطي للمواطن حرية التعبير وفق ما اقره الدستور العراقي

ان الصحفي هو العين التي تراقب وتسجل وتنقل الواقع وتضعه بين يد المسؤول ولكن هذه الصحافة لا تنمو في بيئة موبوءة كما في العراق بوجود حيتان تعتاش على امثال ابو رغيف .وماسبقه وما سيتبعه فالقوانيين تقف عائقا ضد عمل الصحفي والصحفي متهم حتى تثبت ادانته وهذا نوع اخر من الارهاب تمارسه السلطة وتثنية عن تقديمة دورة مع ان لهذا الصحفي دورا كبيرا ورائدا في بناء البلد ورفع كل الشبهات والتصدي بحزم لكل من يريد ان يتعدى على العراق ويحارب تجربته الديمقراطية الفتية
فهو الذي يضع في متناول السياسي والمسؤول كل الادوات والاسلحة حتى ينحج فالسياسي يعتمد على الصحفي في صناعة الرأي العام من اجل المجتمع وهو السلطة الرابعة في التوصيف السلطوي والسياسي يذهب وينتهي بة الامر الا ان الصحفي يبقى فهو يتحدث باسم المواطن و كل ذلك لم يشفع لة عندما يضع خلف القضبان.!؟
وعلينا ان لا نصور اعلامنا وصحافتنا وكأنها مقدسة فالمشهد الصحفي العراقي لم يتضح او يتبلور كون بعض المؤسسات الصحفية لا تتقن الا فن الابواق واخرى لا تعرف الا طريق الصحافة الصفراء التي تتحكم بها ايدي من خارج الحدود…….