جرت العادة قديماً لدى العراقيين البسطاء تسمية المولود الذكر بــ ” فرج” وذلك يحصل عندما يتأخر انجاب الولد لسنوات، وحين تلدُ الزوجة الولد يسمى بهذا الاسم دلالة على انتهاء الصبر وقدوم الفرج، وهم يقولون أيضاً الصبر مفتاح الفرج.
فمتى سيأتي الولد، عقد ونيف منذ احتلال العراق. وفي كل يوم أقول، لعَلَّ الغد يحمل شيئاً مختلفاً، شيئاً أفضل. لكن، للأسف، لم يأت ذلك الغد. لم يأتي “فرج” .
عقد ونيف، والوجوه نفس الوجوه.
معتوه وخائن مكار وفاسد ومسموم، فمن أين يأتي الفرج.
عقد ونيف، ونحن نراهن على عملية سياسية ولدت ميتة، ونحاول نفخ الروح فيها، ونقول، هي أفضل من لاشي، أو أفضل من الآخر. وحكمنا بأن الآخر فاشل. ولا أدري إلى ماذا استندنا لنقرر هذا الحكم، وكيف إذن سيأتي الفرج.
عقد ونيف، خسرنا خلالها الرجال، ولا زال ذلك هو حالنا، في كل يوم نفقد عزيزاً.
ونقول صبراً سيأتي الفرج.
عقد ونيف، تحول العالم خلالها إلى قرية واحدة، وتحولنا نحن إلى درابين وأزقة، تقفل قبل الغروب بالمفتاح، وفي الصباح ينسى الشرطي المفتاح في بيته، وطوابير الناس تنتظر المفتاح، ويقولون بعد قليل سيأتي الفرج.
عقد ونيف، منذ أخبرني أبي يرحمه الله قصة حدثت في ستينيات القرن الماضي في بعقوبة حين بقي الأهالي يتحدثون باستغراب لسنة كاملة عن رجل حاول طعن آخر بالسكين على مرأى الناس في سوق المدينة ، ولشدة هول القصة كان الناس يقولون أنذاك، يارب الفرج.
فكيف بهم الآن، وتدهور الأمن في بلادنا صار يضرب به المثل في أنحاء الأرض.
عقد ونيف منذ دخلت ديارنا الديمقراطية.
نتغنى بها وندبج بها بياناتنا، وطوعنا الشرع ليتوافق معها، وحين تسأل أي عراقي عنها يكفر بها، ويتمنى عودة فرج !
عقد ونيف ونحن ننتظر ولم يأت فرج.
ولم نحرك ساكناً للبحث عنه.
ويبدو أن فرجاً سئم انتظارنا فرحل بعيداً وهو يقول، ياعجبي كيف يأتي فرج ووالد فرج لم يتزوج بعد من أم فرج