16 أبريل، 2024 8:34 ص
Search
Close this search box.

الصانع والمصنوع !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لكي تصنع تحتاج لمواد أولية , قد تملكها أو تستوردها , فاليابان لا يوجد فيها حديد لكنها تستورده وتصنّعه , وكذلك غيرها من الدول الصناعية التي تعلمت مهارات التصنيع , أما المجتمعات الأخرى الفاقدة لقدرات التصنيع فأنها تصدّر ما عندها من المواد الأولية والخامات , لتشتريها بعد ذلك مصنّعة بأبهض الأثمان.
ومن المعروف أن مجتمعاتنا لا هي زراعية ولا صناعية , فصارت تعتمد في حياتها على الآخرين فتستورد منهم كل شيئ.
والتصنيع لا يختلف سوى بالمهارات والتقنيات , لكنه يحتاج إلى مادة خام أو عناصر لازمة للتصنيع , وجميع العناصر الموجودة في الجدول الدوري يمكنها أن تُصنّع وتتحول إلى ما يشاء الصانع.
وكل حالة في الوجود يمكنها أن تكون مادة خام مؤهلة للتصنيع , ومن هذه الموجودات البشر الذي يمكن تصنيعه إلى أي حالة يرغب بها المُصنّع وفقا لتقنيات البرمجة السلوكية المعاصرة , وعندما يكون البشر مسحوقا ومحروما وممنوعا من التعبير عما فيه , ويمتلئ شعورا بأنه رقم لا غير , فأنه يكون مادة أولية مؤهلة للتصنيع والتحول إلى أي حالة يرتئيها الصانع الحاذق المتمرس الخبير.
ومجتمعاتنا يغلب فيها البشر الخام الجاهز للتصنيع والتعليب والتسويق والإستهلاك المحلي والعالمي , ولهذا تجد المنطقة مستهدفة لوفرة الخامات البشرية فيها.
وهذا يجيب على سؤال مَن يصنع مَن؟!
فما دام البشر الخام جاهزا ومستعدا للدخول في خطوط التصنيع والتعليب والتصدير والإستهلاك , فأن المصانع في عمل دائب ومنتوجاتها وفيرة ومنتشرة في أرجاء الدنيا الشاسعة.
وبشرنا على أهبة الإستعداد للتصنيع والقفز في أحواض التشذيب والتقنين والفرز اللازم للمنتوجات المصنعة , ويتم تعليبه وتغليفه بأغلفة جذابة وتساهم في التسويق الناجح المنافس الشديد.
فهل أن القول بهذا صحيح؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب