22 ديسمبر، 2024 7:12 م

الصالح: المستقيم المؤدي لواجباته.
المُصلح: مَن دعا وناضل لفائدة الإصلاح في الإجتماع أو السياسة وغيرها.
أيهما تحتاج المجتمعات لترتقي وتكون؟
قد يرى كل شخص بأنه صالح , فمعايير الصلاح متنوعة وهي كالأقنعة التي يمكن إرتداؤها والظهور بها , وقد أخفت ما تحتها.
وربما يكون هذا الصالح غير صالح لنفسه وضد ذاته وموضوعه , لأن أمّارة السوء التي فيه تحررت من الروادع وتنعمت بمعطيات الإنفلات المطلق.
والمجتمعات لا تحتاج لصالح بقدر حاجتها لمصلح , يتفاعل مع التحديات ويلبي الحاجات الضرورية لكرامة الحياة.
ولهذا فالمصلحون يواجهون المصاعب ويتعرضون للنوائب , ومنهم يقتلون , وحتى الأنبياء الذين يرفعون رايات الإصلاح والتنوير يلاقون الويلات من أبناء مجتمعهم , وكم تقتلوا وتعذبوا , لكن إصرارهم وإيمانهم أبقى على أنوار رسائلهم من بعدهم.
أما الصالحون , أو كما يرون أنفسهم , فهم منزوون وعلى التل جالسون , ولا يبصرون إلا ما يرون ويعتقدون , ولا يمتلكون القدرة على التنوير والتثوير وقدح إرادة التغيير.
ولهذا فالأمة التي تريد أن تكون وتنطلق بمشوارها الحضاري وتعاصر , تحتاج للمصلحين الذين ينطلقون بأجيالها إلى آفاق تطلعاتهم وأهدافهم السامية , ومصلح واحد خير من ألف صالح في مقامات متنفذة ولا يقدم إلا الفساد والجور والإمتهان , لأنه يرى ما يعتقده ويعبّر عنه كما يتصور , ولا يستوعب الواقع من حوله.
وتلك معضلة المدّعين بدين عندما يتسنمون السلطة في أي مجتمع , لأنهم سيحسبون الذين لا يعتقدون مثلهم أعداءً لهم , وسيكفرونهم ويمحقونهم وفقا لرؤاهم المتعصبة المغالية الأصولية , التي ترى ما تراه الحق وغيره الباطل , وما يترتب عليه من تداعيات وتوصيفات مجانبة للحق والحقيقة.
فهل من مصلح لشؤون الأمة , “وما كان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون” هود: 117
ولم يقل صالحون؟!!