سياسة قديمة يتبعها الكثير من اسلافنا بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم وهم فئة موجودة في كل زمان ومكان يعيشون حالة الانسلاخ عن الواقع ويكتفون بالنظر من أعلى التل الى الاحداث وكانهم يتابعون فلما مصورا ليس لهم فيه دور ولا صناعة سيناريو يسهمون من خلاله بتغيير الاحداث او الادوار , الفرق بين هؤلاء الذين ينظرون من اعلى التل وبين الحزب الشيوعي العراقي فقط الوقوف والجلوس, فكان سلفنا الصالح يقف في اعلى التل ليسلم , اما الشيوعي فيجلس من دون حتى النظر، ليحلم . يمر العراق بظروف عصيبة منذ احتلاله من الولايات المتحدة الاميركية في عام 2003 وعلى الرغم من معرفة الشيوعيين قبل غيرهم بالسياسة الاميركية الا انهم لم يحركوا ساكنا بل عملوا معهم بشكل مباشر وغير مباشر تحت مظلة المرحلة الانتقالية التي تتكون من ممثلي القوى السياسية العراقية، ومهمتها اعداد الدستور والتحضير لاجراء الانتخابات ,وللامانة والحق يقال اصر الحزب على هذا المطلب في كل المناسبات. وعلى الرغم من معارضة الحزب الشيوعي العراقي لقرار مجلس الامن رقم 1483 الذي عد الوجود الاميركي احتلالا لان هذا القرار حسب الحزب الشيوعي يقيم سلطة الاحتلال ويعطيها سلطات كاملة بينما يعطي العراقيين دورا استشاريا، لكن الحزب لم يكن جادا ومبدئيا في هذا الموقف وكان ذلك واضحا من خلال التحاقه بمجلس الحكم. لقد حصل ما حصل ومر العراق بظروف قاسية خلال سنوات الحكومات المتعاقبة ربما تكون الأسوأ في تاريخه فقد خضع العراق لأكبر عملية فساد في التاريخ وتحالف الفاسدون في اكبر جبهة تمويهية متبادلة الادوار ومتواطئة مع بعضها بعضا للتورط بالجريمة واخفاء معالمها. وكان المطلوب من الحزب الشيوعي العراقي ان يكشف عن هؤلاء وهو المعروف بنزاهته بين افراد الشعب العراقي ولكنه ظل متعففا يرتشف كأس التباهي والتصابي ولم يستغل الفرصة التي اعطته اياها الاحزاب التي تدعي الدين على طبق من فسادها وانتهازيتها وترك هؤلاء الفاسدين يعبثون باموال ومقدرات الشعب ,
ثم تدهور الوضع الامني بشكل كبير وازداد الوضع خطورة عندما اقتحم تنظيم داعش مدينة الموصل واثرت الانتكاسة الامنية في الموصل والانسحاب المفاجئ وغير المفهوم للقوات العراقية في معنويات بقية القوات في المحافظات المجاورة حيث تمكن تنظيم داعش خلال يومين من فرض سيطرته على معظم مدن وبلدات محافظة صلاح الدين، واجزاء من محافظات كركوك والانبار وديالى وبدأ يشكل تهديدا على العاصمة بغداد وعلى وحدة البلد.وهب الشعب العراقي لمواجهة هذا الخطر وشاركت في القتال اغلب الفصائل العربية والكردية الاسلامية والمسيحية والايزيدية ولم يحرك الحزب ساكنا وظل جالسا على التل وهو يعرف جيدا ان الهجمة البربرية المتمثلة بداعش سواء كانت مرتبطة بالتطرف او بالولايات المتحدة الاميركية واسرائيل هي اول من تستهدف المدنية التي ينادي بها الحزب , ان جماهير الحزب الشيوعي العراقي تطالب بدور وموقف من الخطر الذي يهدد العراق والمتمثل بداعش اولا ثم ان العراق يمر حاليا بأزمة مالية ثانيا يجب معالجتها ووضع الحلول لها ولاسيما ان كوادر الحزب معروفة بقدرتها في السياسة الاقتصادية ومعالجة الازمات , الغريب في الامر وعلى الرغم مما مر به العراق من اخطار قد تهدد وجوده , الا اننا لم نر للرفيق حميد مجيد موسى – سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي دورا ايجابيا مهما في تجاوز الازمة ولم يظهر لا من خلال الاعلام ولا عبر المؤتمرات والمهرجانات ولم يقم اية فعالية بهذا الخصوص لتكون حافزا لتطوير عمل الحزب وتعزيز مكانته بين الجماهير الكادحة . لا نريد من وراء ذلك المساس بشخص الرفيق حميد موسى او التقليل من مكانة الحزب ولكننا مندهشون للجلوس على التل,