حينما كان مقتدى خصماً للحزب الشيوعي تبعه في ذلك جميع اللاهثين خلفه في الاساءة للحزب الشيوعي ووصل الامر بهم الى تهديد أبناء الحزب الشيوعي و حرق مقرّاته ، و حينما كان مقتدى خصماً للسعودية ، كان جميع أتباعه يناهضون السعودية في جميع مواقفها ، و حينما كان مقتدى موالياً لايران كان أتباعه غاية الاخلاص و الولاء الى ايران ، و عندما تلاعب مقتدى (حتى لو كان في الظاهر) في بوصلة توجهاته إنحرف معه في إتجاهاته جميع أتباعه ليسلكوا نفس طريقه ، فاصبح الحزب الشيوعي و السعودية أصدقاء حميمين لهم ، و أضحت ايران عدوة شريرة ، و هذا ليس بمستغربٍ ، فهو ينعت أتباعه بالجهلة علناً و على رؤوس الاشهاد ، و هم مع ذلك يتبركون بعجلات سياراته الفارهة و يضحّون من أجله و من أجل رفعته و رخائه.
إن ديدن الاحزاب الاسلامية هو الكذب و التدليس و الكذب المفرط و اللعب على وتيرة الخداع و التضليل للناس الابرياء فكانوا ينادون برفع المظلومية عنهم و كانوا يدّعون الايمان و الطُهر و العفة و مُجانبة الافعال غير المحمودة من الفواحش و الرذائل و الموبقات و المفاسد ، و انهم ليسوا كالماديين من الشيوعيين و غيرهم الذين يعبدون المادة و يرتكبون جميع ما حرّم الله و يسمحون لانفسهم بالتحلل الاخلاقي و يُشيعون البغاء و الانحراف في المجتمع (هكذا كانوا يدّعون) لكن الله لهم بالمرصاد ، فقد جاء اليوم الذي كشف فيه جميع إدعاءات الاسلاميين و أظهرهم على حقيقتهم فانكشف الوجه السيء لهم الذي كانوا يتوارون خلفه يتخّفون به و تبين للجميع أنهم الاسوء و لايوجد نظير لهم على الاطلاق.
إن الحزب الشيوعي لم يكن محظوظاً في يوم ما على الاطلاق ، لانه إعتاد على تسليم مصيره بيد أناس لم ينصفوه أبداً و ليس لهم غير مصلحتهم و لتذهب مصلحة الحزب الى الجحيم ، و الاغرب من هذا فقد بات المساكين من الشيوعيين يردد عن غباء شعارات مضللّه لهؤلاء الثعالب ، فحينما تحاورهم يكون الرد جاهزاً لديهم (من كان بيته من زجاج فلا يرمي الاخرين بحجر) و (الشجرة المثمرة تتعرض لرمي الحجر) و (الاتهامات الصفراء من الوجوه الحاقدة على مسيرة الحزب) و (الايادي البيضاء يفتخر بها الجميع) و غير ذلك من الاقاويل التي هدفها تحجيم دور الفكر و العقل و ذر الرماد في العيون و التشويش من أجل تمرير ما يطمحون له ، و فعلا نجحوا في ذلك لانعدام الرؤية الصحيحة و خلو الساحة من المفكرين الناهضين في الحزب.
إن الحزب الشيوعي لايؤمن بزواج المتعة و الزواج المنقطع نظرياً ، و لكنه في واقع الحال تزوج أكثر من مرّة زواجاً منقطعاً مع حزب البعث ، و يتزوج اليوم زواج متعة مع عصابة مقتدى ، و نتمنى له ليلة زفاف يكون (السردوج) فيها رائد فهمي ، تهانينا و ألف مبروك ، و ستكتحل عيون العراق ، و ستقرّ عيون شهداء الحزب ، و سيكون الشيوعيون فريسة لاوهام بعض رجالات الحزب و ستكون الايادي البيضاء ملوثة من الاعلى و الاسفل.