18 ديسمبر، 2024 5:02 م

الشيوعية ورعيلها في العراق

الشيوعية ورعيلها في العراق

في العقد الثاني من القرن العشرين أنضم ثلة من الشباب المكافح للحزب الشيوعي في عراقنا الحبيب ضانين كل الضمن أن الحزب الشيوعي هو المخلص طبقة الكادحين المعوزين متخذين من النوادي والمقاهي نشاطاً لهم ولعلي لم أدرك الحراك لهم في تلك الفترة الا أن الحراك قائم على قدمٍ وساق .

عقود من نشاطهم :

دخلت هذه الافكار الماركسية إلى عراقنا الحبيب في القرن العشرين فحملها المثقفون يتبارى فيها في النوادي والمقاهي العامة ليبدأ العمل بها وتحت تأثير شخصيات وأسماء جدير بالتمعن بهم وبما خاضت في تلك الفترة ولم تكن المحافظات العراقية في معزل عما يدور, تريد التحرر تحت تأثير (( الاستعمار والاستثمار )) مما جعل الداخلين فيه قوامة ( 2000000) مما جعل العمل الحزبي ينعكس تدريجياً في محافظاتنا العزيزة وهي بلورة في المشهد السياسي ولعل النجف هي السباقة في رسم خارطة التثقيف فيها بين مؤيد لأفكارها وتحت شعار (اشيوخنه تبرطلوا … كل أربعة ابكونيه ) .(1 )

المحافظات :

شكلت البصرة والناصرية والنجف وغيرها من المحافظات الحبيبة تحت مسمى الشغيلة والكادحين وكادت انتفاضتهم وحراكهم الشعبي تناغم مع المجتمع لأن الطبقة العاملة هي المستهدفة في المشهد مما يجعل تواصلهم مستمر كأنها تنظيمات من أجل وطن آمن متخذة من الانعطافات السياسية والمثقفين المشهد الذي يشكل بلورة الخلايا التنظيمية.

استخلاص الدروس :

أحداث مرت علينا والكل يريد وطناً مزدهراً وطناً وشعباً عزيزاً ولم يزل المواطن يأن من شعارات تطلق في كل مواجهة وهذا الحزب كغيره لم يقدم الشغيلة والكادحين سوى شعارات براقة تلمع المشهد السياسي تاركاً أعباء المسؤولية على غيرة وكأن لسان الحال طريق الشعب مملوء بالأشواك وعيدان الثقاب فلا تقربوا المشهد إن الأحزاب السياسية فشلت في إدارة البلد والكل مشترك فيه والمرجع السياسي تكن لديه القدرة على مخاطبة المجتمع بفشله إن كان شيوعياً أو اسلامياً وهذا الحراك يستنزف قوى الشعب جاعلاً مستقبله بأيديهم .

هل الشيوعي صلب ؟

إن الشيوعي لم يكن صلباً كما يشاع عنهم والذين رحلوا من هذه الدنيا هم امتداد لبلورة التحدي فيكن صلباً في المواجهة عند الهجمة عليهم مما تجدهم قابعين في المعتقلات والزنازين وهذا الشموخ تشير له الروايات المبعثرة عنهم عندما تصف احدهم وهنا لا اريد الانتقاص من شخصياتهم لأنهم رحلوا عنا محملين هموم شعب لم يدركوا الخطب بعد يريدون وطناً حراً رغيداً تاركين اطفالاً وزوجات ورفاقاً يحسنون بهم الظن وهي دلالة على الحراك المستمر في بناء هيكلة التنظيم .

دهاليز مظلمة :

شن الحكم الملكي عليهم حرباً ضروساً دون هوادة وكذلك الحكام الذين جاءوا من بعده ولعل الشاهد على التحدي والاستمرار في قضيتهم التي يرونها عادله في نظرهم وحتى الذين تركوا الحزب ظل أكثرهم محافظاً على مواقفه رغم الهجمات وحتى الاتفاقية التي وقعها سكرتير الحزب عزيز محمد في تموز 1973م لم تنفع وهي وصمة عار تلاحقهم على لسان الإسلاميين فذهب الجلادون وذهبت اتفاقاتهم ونار الدهاليز تسري بأجسادهم .

وعي طبقي :

إمتاز الشيوعي بوعي تجده في النوادي والمقاهي يريد التطور والبناء لشعبنا لكنه كغيره غير قادر على فعل شيء كغيره وهذه الفوضى والتخبط في مسار العمل الحكومي جاء نتيجة ضعفهم متناحرين الفكر ومن خلال لقائنا الجماعي في الشارع الثقافي وهم يحملون فكراً معتقاً تنظيرياً لم يصمد امام العقبات المتكررة لبناء دولة قوية وحكومة قادرة على رفع الهمم .

أختم حديثي عن الشيوعي ورفاق دربه الذين رحلوا والذين يريدون تأريخاً مشرقاً هياً ليناً وسيرة الذين سبقوهم تعرقل الخطى فلا تبدع لأن المرتكزات باقية دون تخطيها ومن يريد العمل يجعلها قدوة حسنة ومن يثني على ماضي معتق لرواد الحركة التنظيمية ومسارها في تلك الفترة من المثقفين ورواد المعرفة أن تجعل همها الاول رفع المعاناة عن كاهل شعبنا وكثير منهم أساتذة في جامعاتنا و معاهدنا ومنهم معلمين مربين الاجيال إن تضع الحلول لطريق الحرير ومتعلقاته الكثيرة والمتشعبة .

1- تأريخ العشائر العربية ص487