18 ديسمبر، 2024 8:13 م

الشيعة والسنة وأزمة السلطة‎

الشيعة والسنة وأزمة السلطة‎

تفاجى العامة عندما مارس الشيعة سلوك السلطة  وبعد ان ادرك الشيعة ان السلطة غنيمة  ولذة وقوة . ومعانات ١٤٠٠ سنة في فهم معنى العدل تحولت الى وهم كبير  جسده سياسي الشيعة كما سياسي السنة بأن السلطة مغانم ومكاسب وفاز باللذات من كان جسورا .
السنة او انفسنا ومنذ ١٤٠٠ سنة ولحين مجيء الانكليز واقامة دولة العراق المدنية الحرة وهم مولعين بحس السلطة رغم كثرتهم ورغم المحيط السني الواسع الذي يحيط بهم ورغم ما لهم من نفوذ وسلطة في عهد الانكليز الا  انهم  اكثر  شراهة في حب السلطة والنفوذ وولع الاحزاب وزعامتها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وان لم يكن للسني نفوذ حزبي فهو ضابط في الجيش او الشرطة كي يرتضي تلك النزعة . بينما نظرائهم الشيعة وعشقهم الابدي للمظلومية وولعهم اليومي من عقدة اضطهاد الماضي جعلتهم والسلطة مثل بائع الجملة والتجزئة . فالشيعي تاجر تجزئة بينما السني تاجر جملة وفق موروث الماضي ولايخشى من فساد البضاعة او كسادها .
تبددت مظلومية الشيعة في السلطة في اعقاب سقوط صدام . ذلك السقوط التاريخي الذي فاجئ الشيعة قبل السنة في عملية التغير . فلم يكن الشيعة رغم جهادهم ونضالهم المرير يفكرون بالسلطة . هم مجاهدين ومناضلين ويدفعون حياتهم ثمن نضالهم لكنهم يعرفون ان السلطة اشبه مايكون بالخيال . وحتى هولاء المجاهدين والمناضلين الشيعة وبعد سقوط صدام لم تكن تهويهم السلطة الا نادراً . والسياسيين الشيعة في المعارضة اكثر اخلاقاً من في السلطة .
نظرية ان تكون السلطة بيد المجاهدين والمناضلين لاتختلف عند الشيعة كما السنة خلال استلامهم للسلطة في النظام الجمهوري الاستبدادي .
فالسنة الذين استلموا السلطة في العهد الجمهوري هم ليس ابناء النخب والذوات ولذلك اصبحت لديهم السلطة شائعة بين من هو اكثر ولاء وليس انتماء بينما ظل سياسي الشيعة من بقايا النظام الملكي يترقبون الفرصة الالهية في اسقاط صدام وعليه لم تكن فرصة  هولاء السياسيين حزبية او تمثيلية وانما عائلية وقبلية فالجلبي وصالح جبر وعلاوي والباججي والجادرجي وال الحكيم وال الصدر واخرون وجدوا في اسقاط صدام عودة لتلك الهيبة وليس عودة لتلك السلطة . فالسلطة لدى الشيعة ضبابية خصوصاً وانها اخذت ابعاد حرجة وقلقة ومميتة ولكن بعض الاحزاب الشيعية  الريدكالية من اليمين الاسلامي اعتبرت انهم اولى بالسطة كما الحزب الاسلامي السني الشريك التاريخي لحزب الدعوة في المعارضة والسلطة .السلطة للشيعة مثل طير السعد الذي حط على موفق الربيعي وعدنان الاسدي وباقر جبر صولاغ . هذا الطير وليس بريمر من يختار هولاء ان يديرون الملف الامني في اكثر بلد في العالم عرضة للارهاب ومخاطر العنف .طير السعد اوقع الشيعة في خندق الارهاب والقتل اليومي ولم يسئل الشيعة يوماً عن قدرة هولاء في ان يكونوا مسؤولين للامن في العراق وهم على التوالي طبيب مائع وبائع خضار ومهندس ثرثار . وهولاء نموذج جاء بسبب الامن والارهاب ورغم انهم ليس من حزب الدعوة ولكن الحقبة ومافيها اصبحت مسوؤلية الدعوة التاريخية .
الشيعة في السلطة ليس كما السنة . فالشيعة يركبهم الوهم حتى في انفسهم ويشكون في الاخرين حتى وان ضحوا في انفسهم فلم يستطيعوا ان يبنوا دولة وفق منطق الشك والريبة بينما السنة دهاة قساة واهل حيلة وتسامح وحنكة ولهم القدرة في تسخير الاخر والاستفادة من قدرات من لم يسخر نفسة لخدمتهم بينما الشيعة ووفق اجتثاث البعث ومفرادت ازلام النظام اضاعوا البلد والنظام ولم يستفادوا من كونهم في السلطة .
فلو كان غير المالكي حاكم للعراق وكان الحاكم شيعي والرمادي سنية لما اصبحت الرمادي بؤرة للارهاب ومنبع للعنف ولسمعنا الرمادي تردد سمينا مدينتنا باسم  ؟  . هذا اذا كان  ؟  يملك ذلك الدهاء .
الشيعة يختارون اصدقائهم واعدائهم بعواطفهم . فهم من قتل ابناء جلدتهم في اعقاب سقوط صدام ولم يبقى طيار او قائد او نصير متقدم او مفوض امن او استخبارات شيعي الا وتم تصفيتة بحجة ازلام صدام  وفي جريمة لايمسحها التاريخ مازالت الدنيا قائمة . ونفس هولاء الذين قتلوا ابناء طائفتهم من صغار البعثين والموظفين ذهبوا بانفسهم وسلاحهم وعتادهم  لنصرة القادة والامرين ومدراء اجهزة الامن والمخابرات والاستخبارات  وقادة الحرس الخاص والامن الخاص والحرس الجمهوري  واعضاء الفروع والمكاتب في الفلوجة لقتال الامريكان تحت راية القاعدة بحجة المقاومة الشريفة .الذين تعاونوا مع كبار البعثيين  والقادة الامنيين والعسكريين الذين لبسوا ثوب القاعدة في الفلوجة كانو يجتثون الموظفين البعثين الذين تقدموا لخدمة دولة العراق الجديد ولكن نظرية المؤامرة جعلت الاسلام السياسي الشيعي يضيع قدرات هائلة من السنة والشيعة بسبب قرارات الاجتثاث وحل المؤسسات في تعمير البلد واصلاحه ..  فلم يكن السياسيين الشيعة يريدون كفائات سنية  او شيعية قادرة على التغيير والبناء في المجال الامني او المدني فوقع اختيارهم عشوائياً  وبمشورة الحزب الاسلامي لكي لا يكون لهولاء المبدعين حضور ينافس فشلهم وقلة خبرتهم وضعفهم .وبذلك فشلوا فشلاً ذريعاً في صناعة دولة كما نجحوا في صناعة العدو . فحل الاجهزة الامنية وبقية الوزارت هو من صنع الارهاب . فبعد ان تخلت الدولة عنهم استغلتهم دوائر الشر وحولتهم من متهمين او مشبوهين او مجتثين الى ارهابيين .
عقدة السياسيين الشيعة بين السلطة والمعارضة لم تجعل لهم اصدقاء وسلوكهم المعارض رغم انهم في السلطة استغله بعض السنة لصالحهم فجعل الشيعة واهنيين بينما خسر السنة الوطنيين رهان ان يتعاونون مع الشيعة لان الشيعة يريدون ان يتعاونون مع سني ارهابي باعتقاد انه يمثل الناس بينما السني الوطني المسالم تم ركنه واصبح ضحية الارهاب السني لان لاحول له ولاقوه بسبب بلادة السياسيين الشيعة ووهنهم .
السياسيين الشيعة لليوم لايثقون بوفيق السامرائي ويتعاملون معه كمذيع او مراسل اعلامي بينما هو من نخبة السنة في التضحية من اجل البلد وكذلك الكثير من السنة ومنهم الصميدعي وخالد الملا والكثير من سياسي السنة او من التكنقراط والمهنيين . السياسيين الشيعة يدركون ان الكثير الكثير من السنة ابرياء في السجون وهم ابعد مايكون عن الارهاب والكراهية والطائفية والعنف ولكنهم قابعين في السجون ونفس السياسيين الشيعة يدركون ان ظافر العاني واحمد المساري وحيدر الملا ولقاء وردي هم جزء من منظومة الارهاب والعنف والكراهية والطائفية ولكنهم يتوددون لهم لان الشارع السني يقبل بتناقضاتهم  بغضاً بسياسي الشيعة الرعناء . السياسيين الشيعة من حول علي حاتم ورعد سليمان وابو ريشة  واخرين الى دواعش السياسة ونفس هولاء السياسيين الشيعة من يتمنى ان يلتقي مع ارهابي رسمي ويتصالح معة مثل رافع الرفاعي او الجميلي او الجنابي  … صناعة العدو عند سياسي الشيعة اكثر مما هي عند سياسي السنة .السياسيين الشيعة لايشكون بالسنة بعقدة موروث الماضي بل يشكون في الشيعة اكثر من السنة وعقدة الاجتثاث من الشيعي الذي خدم في الحقبة السابقة قائمة حتى الان ونماذج القادة الشيعة ومع اي اخفاق او هفوة تلاحقة عقدة الماضي .. الا هولاء الذين كان يحملون رمح مروان ابن الحكم ( اين ما تصيب فهو فتح ) من السنة والشيعة فهولاء ينجحون في كل زمان ومكان والغراوي يصبح عزاوي وبالعكس وما اكثرهم وبنفس الحماسة .
السني في السلطة وعندما تنتخيه يكون سهلاً ومرناً والتكارته والبو ناصر ومع طراوة الكلام والمدح اللازم تراهم خدومين ( تاخذ هدومه ) عكس السياسين الشيعة فهم قساة غظاظ لارحمة في قلوبهم .
بينماالسياسين السنة في المعارضة مجرمين قتلة ليس لهم رحمة ياكلون الاكباد ويقطعون الارجل والايدي والرقاب وينتقلون من الجوبي والوايت هورس في ليلة وضحاها ليصبحوا احفاد السلف ويطبقون شريعة خالد بن الوليد في ذبح المرتدين وشواء رؤوسهم 
بينما نظارئهم الشيعة عندما يكونون معارضة فلايحرقون ابار النفط ولايقطعون الكهرباء ولايقطعون الطرق ولايفجرون المساجد ولايذبحون الاسرى ولايكفرون اعدائهم . وتراهم في منتهى العفو والرحمة في اشد الظروف قسوة وذلك ناتج عن موروث تاريخي في ثقافة الشيعة وعقيدتهم .
ونموذجهم لعقود في قتال الاهوار . فلم يكن للشيعة صليل الصوارم في قتل الجنود المجازين ولم يكن للشيعة ان قتلوا اسيراً او عابر سبيل بسبب معتقده او مدينته . ومثلما السياسيين الشيعة يحبون خناقهم كذلك السياسيين السنة يحبون خناقهم . فتراهم يمجدون من  جعلهم يجوبون ارض الشام سواح ومهاجرين ومهجرين لسنوات