ينبغي ان يقام تمثال لكل شهيد شيعي في جميع ازقة محافظة ديالى والانبار والموصل وصلاح الدين وسامراء لو كان هناك عدلُ وضمير وإنصاف. أقولها ليس من دافع طائفي او عنصري، ولكنني استقرأت الواقع السياسي في العراق من زاوية، وأرجو من اخواننا الآخرين ان يعترفوا بذلك لما سنقدمه من بيان لإثبات دعوانا واليكم ما يلي : اولاً : ان الانتقادات الموجهة للحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط الطاغية والى الان نجد ان غالبية تلك الانتقادات توجه للسياسيين الشيعة من أبناء الشيعة انفسهم، وذلك بسبب حرص الشيعة للعدل وتحقيقه اكثر من غيرهم والدليل على ذلك هو انقادهم الأكبر وربما تجريحهم القاسي لأبناء جلدتهم . ثانياً: ان حجم التضحية التي قدمها الشيعة ولازالو ما هي إلّا ضريبة يدفعونها بسبب استلام بعض الشيعة للحكم، ولو لم يستلم الشيعة للحكم بعيد سقوط الطاغية لما تطلب منهم ان يقدموا كل تلك التضحيات . ثالثاً: على الرغم من كل تلك التضحيات التي قدمها الشيعة ولكنهم صابرون على مصائبهم رغم كثرتها وهولها، ومع ذلك فإنهم لم تصدر منهم اية ردة فعل تجاه غيرهم، ولكنهم يتوجهون ليصبوا نار غضبهم على حكومتهم الشيعية دون غيرها، ونظرة فاحصة لبعض القنوات الشيعية سيصل الانسان الى شديد غضبهم تجاه سياسيي الشيعة دون غيرهم . رابعاً: اننا نجد الآخرين وعلى الرغم من اخفاق سياسييهم ولكننا نجدهم يصبون غضبهم على سياسيي الشيعة بحق او بباطل، فإننا نجد الانتقادات والتجريحات والاتهامات فقط على سياسيي الشيعة دون غيرهم، فالمواطن السني نجده يطعن بالسياسي الشيعي ومن على قناة شيعية دون ان يعترض عليه احد، ، والأمر نفسه نجده في المواطن الكردي والمواطن الايزيدي وبقية الطوائف كذلك، وعلى الرغم من اخفاق وخيانة سياسييهم ولكننا لم نجدهم يقدموا انتقاداتهم إلّا على الشيعي مع تركهم لمن يمثلهم في البرلمان والحكومة . خامساً: ان سياسيي الاكراد خ كاذبون منافقون سرّاق ماكرون أفّاكون ، وهم يطالبون الحكومة على الحصول بما يسمى : ( حقوق الإقليم) وهي كلمة يُراد من خلالها شرعنة السرقة، وتلك السرقة هي من حق الشعب العراقي بكافة أطيافه، ومع ذلك نجد الشيعي هو ساكت تجاه كل تلك السرقات ومع ذلك فان الشارع الشيعي العراقي لا ينتقد إلا حكومته الشيعية، فيا تُرى متى يتحرك الشيعي للمطالبة بحقوقه . عسادساً : الشيعي العراقي يذهحب الى مختلف المناطق العراقية لتحريرها من مخاطر الدواعش وأسبابهم وخصوصاً مناطق السنة في المناطق الغربية وديالى وسام راء وتكرير والموصل، فهو يقدم تضحياته لأجل تحرير الاراضي السنية من الدواعش ومن بعض أبناء السنة انفسهم. فهو يقاتل لتحرير اليزيدي والسني والتركماني معزضاً نفسه للقتل ، في الوقت نفسه فإننا لم نشاهد سنياً واحداً سعى للدفاع عن الشيعي ومعتقداته لا من السياسيين ولا من غيرهم، فالشيعي هو الوحيد الذي يتحمل الأذى من الآخرين ولكنه يقابل ذلك بانتقاده لمن يمثله من الشيعة وربما بالغ بتجريحه للسياسي الشيعي . سابعاً: التضحيات التي قدمها الشيعة في المناطق السنية واليزيدية والتركمانية والمسيحية وغيرها من مناطق العراق، لو كانت تلك التضحيات في بلد غربي كلأصبح في كل شارع وفي كل زقاق نصباً تذكارياً لضحايا الشيعة لاسيما في الاراضي التي قام بالدفاع عنها. فيا تُرى هل نجد اليوم اسماً لمقاتل او لعالم شيعي في تلك المناطق التي يحررها بدمه ثم يقدمها للآخرين وهو لم يسلمها لهم إلّا بعدما امتزجت دماؤه بتلك التربة . وهناك نقاط اخرى ربما نتعرض لها بأكثر تفصيل في المستقبل . وبعد كل ما تقدم فهل هناك فئة من ابناء بلد في العالم تتعرض للإبادة من فئات ابنائها ولازالت صابرة وتدافع عن تلك الفئات وتضحي من اجلها وتبقى تتعايش معها؟