أتكلم بوصفي شيعيا بالولادة تحتل عندي مصالح العراق أولا فوق الإنتماءات الضيقة الطائفية والقومية والمناطقية ، وهذه المشاعر التي صنعها تعصب البشر هي أفكار ومشاعر بدائية عدوانية قبيحة لا تؤمن بالروابط الإنسانية .. وكلامنا هنا في هذه المقالة ينحصر في النشاط السياسي للشيعة ، مع كامل الحب والاحترام لهم كبشر لهم حقوق المواطنة ماعدا إستلام السلطة التي فشلوا فيها.
طوال تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها عام 1921 والشيعة أصبحوا مشكلة سياسية مزمنة ، تسببت في تعطيل وتخريب البلد نتيجة الجهل وضعف وغياب المشاعر الوطنية لدى معظمهم ، وكذلك نتيجة تخريب المرجعية الإيرانية لولاء الشيعة للعراق ، زائدا العمالة لدى إيران !
إستهل الشيعة ممارساتهم المعطلة للدولة بأحداث الشغب والتخريب التي يطلق عليها مايسمى ( ثورة العشرين ) حيث قام رجال الدين الإيرانيين وجماعة رجال العشائر من قطاع الطرق بأعمال تخريبية مسلحة كالتي يقوم بها الآن عناصر الميليشيات ، وهاجموا الجيش الإنكليزي ، في الوقت الذي كان العراق قد خرج تواً من الإستعمار العثماني الذي إستمر اكثر من 400 عاما وترك البلد محطما تماما وكنا بحاجة ماسة جدا للوجود الإنكليزي لبناء العراق وإدارته لأننا لم يكن لدينا طواقم إدارية ، وكان المنطق والعقل يقضي بأن يرحب العراقيون بالوجود الإنكليزي الذي أنقذهم من الإستعمار العثماني الوحشي ويعقدوا معه إتفاقيات الحماية والرعاية والبناء مقابل حصة من النفط وفق قوانين تبادل المصالح بين الدول مثلما فعلت دول الخليج العربي ، لكن سلوك الشيعة السياسي كان تخريبيا لم يراعِ مصالح البلد .
بعد ذلك إستمر تدخل المرجعية الإيرانية في الشأن السياسي مثلما تفعل حاليا وأصدرت فتاوى منعت الشيعة من المشاركة في السلطة ، ودخول الوظائف ، ودخول المدارس .. وكانت عملية مقصودة لتكريس التخلف والجهل بهدف إحكام سيطرة المرجعية على الشيعة ، وتنفيذا لأطماع الدولة الفارسية في إضعاف دول الجوار ومنها العراق .
ثم أسس قسم من الشيعة حزب الدعوة بتخطيط من جهاز مخابرات شاه إيران / جهاز السافاك من أجل استخدام الشباب الشيعي في أنشطة التجسس والتخريب داخل العراق .
وارتكب قسم من الشيعة جريمة الخيانة الوطنية العظمى عندما حملوا السلاح الى جانب الجيش الإيراني وقاتلوا وطنهم العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، وأولئك الخونة الذين بعضهم الآن في مراكز السلطة ببغداد يستمتعون بتعذيب وإعدام الجنود الأسرى العراقيين !
ثم بعد غزو الكويت ، ورغم مشروعية الغضب والإحتجاجات الشعبية ، لكن بعض الشيعة عبروا بإسلوب خاطيء عن إحتجاجاتهم وأقدموا على حرق المباني العامة وسرقة البنوك ونهب الدوائر الحكومية واستعمال السلاح فيما سميّ ( بإنتفاضة 1991 ) وقد ظهرت صور الخميني وبعض عملاء إيران على جدران المدن الشيعية وشعارات قبيحة مثل : (( نريد قائد جعفري )) وهذا يوضح ان قسم كبير من الشعور الجمعي الشيعي لم يمانع من التبعية المطلقة لإيران في حال نجاح تلك الإنتفاضة ، وإذا كانت قوات الجيش والأجهزة الأمنية قد إرتكبت جرائم بشعة ضد المنتفضين ومانتج عنها من المقابر الجماعية .. فإن على الجانب الآخر من واجب السلطة الدفاع عن البلد ضد جموع الجهلة الغاضبين الذين لم يكن لديهم أي مشروع سياسي وطني سوى الشعارات الطائفية والولاء الأعمى لإيران ، وفي تلك الأحداث كلا الطرفين أخطأ المنتفضين ، وكذلك تعامل السلطة الوحشي معهم !
أثناء فترة الحصار وسنوات المعاناة و المخاضات بعد غزو الكويت .. لم يطور العقل الجمعي الشيعي وعي سياسي وطني ، بل تكرست لديهم التبعية لإيران ، وتحولت بعض بيوت الشيعة الى أوكار سرية تؤي عناصر المخابرات الإيرانية المتسللين الى العراق !
عقب تغيير نظام صدام حسين عام 2003 .. هجم الشيعة على الدولة العراقية بدافع الحقد والإنتقام ، وأصروا على حل الجيش والأجهزة الامنية التي إنتصرت على إيران في الحرب ، وحركت إيران بسرعة مرجعية السيستاني للضغط من اجل كتابة الدستور واجراء الإنتخابات بهدف احكام السيطرة الإيرانية على العراق ، ثم شكل بعض الشيعة مايسمى فرق الموت تخصصت في قتل العلماء واساتذة الجامعات وضباط الجيش كجزء من المخطط الإيراني للإنتقام من العراق وإضعافه ، وأيضا شكل بعض الشيعة خلايا إرهابية متعاونة مع تنظيم القاعدة الذي كان يعمل برعاية سورية – إيرانية وقاموا بنشاطات إجرامية ضد المواطنين وكذلك ضد الوجود الأميركي وأضاعوا فرصة ذهبية على العراق للإستفادة من أميركا بإعتبارها الدولة العظمى رقم واحد على الأرض ويمكن الإستفادة منها في مجالات التعليم والصناعة والاقتصاد وإعمار العراق وغيرها من المجالات … حيث كان العراق عبارة عن مدن خربة وكل شيء منهار فيه وبحاجة الى المساعدة الأميركية والدول الأوروبية ، غير ان المؤامرة الإيرانية كانت ترفض نهوض بلدنا مجددا وساعدها على تدمير العراق عملائها من الشيعة !
وتواصلت جريمة الشيعة وخيانتهم الوطنية النادرة في تاريخ الشعوب عندما عطلوا الصناعة والزراعة واصلاح الكهرباء ومعامل تكرير المشتقات النفطية في العراق ، من أجل إيران ، بل أمعنوا أكثر الشيعة في الخيانة حينما سلموا إيران البنوك العراقية وأموالها وصارت إيران تقبض يوميا حوالي 200 مليون دولار من البنك المركزي العراقي بواسطة مزاد العملة أي مايقارب 70 مليار دولار سنويا تذهب من اموال فقراء وجياع العراق الى إيران بالإضافة شراء الكهرباء والبضائع الإيرانية بأسعار مضاعفة عشرات المرات ،زائدا تعمد بعض العملاء من الشيعة حرق المزارع العراقية كي يظل العراق يستورد المنتجات الزراعية من إيران ، وبدورها إيران قامت بقطع جريان المياه الى المدن العراقية من أجل تعطيل الزراعة فيها !
بعدها تصاعدت خيانة شيعة العراق ، وبالتواطؤ مع إيران تم إطلاق آلاف الإرهابيين من سجن ابو غريب وغيره تمهيدا لإسقاط مدن : الرمادي وتكريت والموصل بيد داعش ثم تدخل إيران كمنقذ عبر تنسيقها مع مرجعية السيستاني الذي أصدر فتوى الجهاد الكفائي حيث إحتلت الميليشيات التابعة لإيران هذه المدن لإقامة مشروع الهلال الشيعي بين إيران ، العراق ، سوريا، لبنان .
وسقط مؤخرا العراق كله وثرواته بيد الإنقلاب التدريجي للميليشيات التابعة لإيران وأصبح الشعب العراقي رهينة بيد هذه الميليشيات الإجرامية المستمرة في نهب ثرواته وتدميره وقتل المواطنين الشرفاء !
وظهرت حالة كارثية وهي العمالة الجماعية لإيران .. حيث صرنا نشاهد جموع هائلة من الشيعة عملاء بشكل علني لدى إيران لايخجلون ولايشعرون بعار العمالة ، بل لديهم قناعة دينية سخيفة وهي ان العمالة لإيران تعد واجبا شرعيا وجهادا في سبيل الله !
بعد كل هذا التاريخ السياسي الأسود للشيعة المليء بالخيانة .. وبما ان العراق مقبل على تغيير النظام السياسي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربي .. صار من الواجب الوطني ومن أجل مصالح البلد إبعاد الشيعة عن السلطة ومنعهم من تسلم المناصب العليا وتطبيق إسلوب الحجر السياسي عليهم ، فالشيعي ثبت بالتجربة لا يصلح للسلطة ، وحتى غير المتدين والعلماني تجده بسبب تربيته العائلية والمجتمعية لديه في أعماقه كراهية للوطن إذ ان غالبية الشيعة لايفرقون بين كراهية النظم السياسية والدولة ، ثم ليس دائما الأكثرية تصلح لإستلام الحكم .. تصوروا لو ان البحرين أشركت الأكثرية الشيعية في السلطة كيف حالها سيكون وكيف ستتحول الى بؤرة للتخريب الإيراني ، لاحظوا عندما سيطرة الشيعة في اليمن ولبنان على الحكم سرعان ما حولوا بلديهما الى مستعمرة إيرانية وعم الخراب والحروب فيهما .
وعلينا الإعتراف كان صدام حسين في منتهى الذكاء حيث أدرك خطر الشيعة على الدولة مبكرا عندما أبعدهم عن المناصب العليا واستعمل القسوة مع عملاء إيران ، وإذا كان صدام قد أخطأ الدخول في الحروب وتسبب في الكثير من الضرر للعراق ..فإنه لايمثل كافة ( سنة العراق ) وأنا كشيعي عندما أقارن وفق ( معيار الأقل ضررا ) أجد ( سنة العراق ) اقل ضررا للعراق من الشيعة ، ولديَ ثقة كبيرة في ( السنة ) أنهم قادرون على إنجاب قادة وطنيين شجعان سيقودون العراق بحزم وصرامة بالتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية .
أكرر كلامي أنا شيعي عراقي و الحديث هنا محصور حول النشاط السياسي للشيعة فقط مع كامل الإحترام لباقي شؤون حياتهم ، وأتمنى ان تكون مقالتي هذه محفز للآخرين في تخطي إنتماءاتهم الطائفية والقومية والمناطقية والحزبية والإرتقاء الى مستوى الإنتماء الوطني ووضع مصالح العراق أولا .