27 يوليو، 2025 10:32 ص

الشيعة لا تكسرهم الحروب

الشيعة لا تكسرهم الحروب

على مرّ العصور، كانت الحروب والفتن والمحن تتوالى على أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وكلما اشتدت عليهم الأزمات، ازدادوا صلابة وثباتاً، لأنهم يحملون في أعماقهم تاريخاً من التحدي، وقلوباً لا تعرف الخوف، وعقيدةً لا تهزمها سيوف الجبابرة ولا فتن الطواغيت.

الشيعة لا تكسرهم الحروب، لأنهم أبناء كربلاء، وورثة الحسين الذي واجه جيشاً من الوحوش بقلّة من الأحرار، فسجّل لهم التاريخ نصراً خالداً لا يُقاس بعدد ولا عدة، بل بالكرامة والعقيدة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح الصمود سمةً من سمات الشيعة، لا يتنازلون عن الحق، ولا يركعون للطغيان، ولا يبيعون دينهم بدنيا غيرهم.

من كربلاء إلى ثورة التوابين، إلى الانتفاضات المتكررة ضد بني العباس، إلى صبرهم في وجه الأمويين والسلاجقة والعثمانيين، ظلّ الشيعة عنواناً للثبات، وراية للمقاومة. وفي عصرنا الحديث، وقف الشيعة بوجه أعتى الديكتاتوريات، قدّموا الشهداء، وسُجنوا، ونُفوا، وعُذّبوا، لكنهم لم ينكسروا.
وفي العراق، وفي لبنان، وفي اليمن، وفي البحرين، وفي كل أرض هتف فيها الشيعي بـ”يا حسين”، نرى هذا الشعب المقاوم ينبت من رماد الحروب كالعنقاء، أقوى وأشد، لأنه يستمد عزيمته من الإمام علي، وصبره من زينب، وثورته من الحسين.

الشيعة لا يخافون الموت، لأنهم يعتقدون أن الكرامة أثمن من الحياة، وأن الشهادة بوابة للخلود. ولهذا تراهم في سوح القتال في الصفوف الأولى، وفي جبهات الفكر في مقدمة المدافعين، وفي ميادين الإعمار بناةً ومجاهدين.

في زمن انهارت فيه أمم، وتمزّقت شعوب، وانهارت كيانات، ظلّ الشيعة كتلة صلبة، رغم الحصار والتكفير والاستهداف الإعلامي والسياسي والديني. والسبب؟ لأنهم أصحاب قضية، لا حركة بلا هدف، ولا صمود بلا عقيدة، ولا دماء بلا معنى.

نعم… الشيعة لا تكسرهم الحروب، لأنهم باختصار: أبناء الحسين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات