17 نوفمبر، 2024 2:28 م
Search
Close this search box.

الشيعة لا تريد الحكم ام هنالك من لا يريد لها الحكم؟

الشيعة لا تريد الحكم ام هنالك من لا يريد لها الحكم؟

قدوة علماء وفقهاء ومراجع الشيعة هم اهل البيت عليهم السلام ومن سيرتهم يتعلمون كل ما يخص الحياة وبكل مجالاتها بما فيها ادارة الحكم، واهم مفردة في الحكم هي العدالة التي لايمكن لاحد ان يعيش بسلام من غيرها مهما كان دينه او تشريعه او حتى اذا كان بلا دين ولا تشريع .

للعدالة مميزات يجب ان يتصف بها الحاكم العادل فهل كل الناس التي تريد العدالة لنفسها تريدها لغيرها ؟ هنا المهم ، وهل الانظمة والايديولوجيات متفقة مع بعضها في كيفية العدالة ؟ وهل ان المعتقد الديني لا يتدخل بكيفية العدالة؟

هنا بعض المفردات التي ابتدعها العلمانيون حتى يجعل التفكير متشعب ومضطرب مثلا هنالك فرق بين الدين والفكر الديني والتفكير الديني ، ويدعون انهم لا ينتقدون الدين بل الفكر والتفكير .

المفاهيم هي بعينها منذ رحيل رسول الله ولكن اختلفت تسميتها والبعض عندما يقرا سيرة وفقه الشيعة لاسيما معتقد الامامة يطرح عدة تساؤلات اذا كان الامام علي هو المنصب الهيا فلماذا لم يقاتل من اجلها ؟ او لماذا لما عرضت عليه بعد مقتل الخليفة الثالث قال دعوني والتمسوا غيري ، والامامة لكل الائمة فلماذا تنازل عنها الامام الحسن عليه السلام ، ولماذا رفضها الامام الصادق عندما عرض عليه قيادة الثورة ، ولماذا رفضها الامام الرضا عليه السلام عندما منحها المامون له ؟ هذه الاسئلة تجعل الطرف الاخر يعتقد لهذه الاسباب فقهاء الشيعة يتجنبون الحكم .

التاريخ مليء بكثير من هذه الحوادث في الغيبة الكبرى بعض الفقهاء كانوا بمنصب المستشار للحاكم وبعضهم تصدى للوزارة ، وبعضهم نهضوا بثورات من اجل الحكم ، ولكل حالة ظروفها الخاصة ولا تضارب فيما بينها .

وهنالك دول شيعية قامت انتهت بغدر دول الجوار وبعضها لضعف حاكمها ولا توجد دولة شيعية سقطت بثورة او ارادة جماهير .

مفردة العدالة مفردة عويصة على مفهوم السياسة اليوم الذي لا يضع أي حرمة لاي اعتبار مقدس او اخلاقي بل انه تجاوز الاستهتار في الوصول الى غاياته حتى على حساب ليس القيم والاخلاق فقط بل على حساب ارواح البشر.

الخطاب الاسلامي وفق مدرسة اهل البيت خطاب كامل متكامل ويحقق العدالة وفق اجتهاد المجتهد ولكن ليس معصوم فهذا حق الامام الغائب، ولكن هل سيترك الشيعي ان تحقق له الحكم ؟ كلا بدليل ايران اولا والحرب الباطنية ضد مرجعية النجف ثانيا ، وهذا شاهد عصري اما الشواهد التاريخية فكثيرة جدا على ما عانى فقهاء الشيعة من طواغيت الارض ليس لشيء لانهم فقهاء بفكر عادل يفضح عوراتهم وبمرجعية لم تخضع لحكومة منذ ان ظهرت مع بدء الغيبة الكبرى .

الامام علي عليه السلام التفوا حوله وبقوة لاستلام الخلافة بعد مقتل الثالث وحالما استلمها نكثوا ومرقوا وقسطوا وقتل الالاف من المسلمين في خلافته ،

واليوم منذ ان استلم فقهاء ايران حكومة ايران والمؤامرات لم تهدا ضدهم وان تحدثتم عن تدخلها فتدخلها خطوة ثانية وليست دموية او ارهابية فما هي الخطوة الاولى التي اضطرتهم لذلك ؟ وماذا نسمي تواجد القوات والجواسيس الامريكان في اغلب بقاع العالم واليوم وجود او تدخل قوات امريكية في سوريا دون موافقة الحكومة السورية الا يعتبر تدخل ؟ وقصف الصهاينة لكثير من المواقع في الدول العربية الا يعتبر تدخل ؟

والحكومة في العراق بالرغم من مشاركة الكل فيها ولكن لان رئيس الوزراء شيعي يقال عنها شيعية فانظروا الى ما تعرض له العراق بسبب الحكومة الشيعية ، ولولا وجود المرجعية التي انقذت الحكومات المتعاقبة على حكم العراق من كثير من الازمات التي كادت ان تقضي على العراق وتجعله في خبر كان ارضا وشعبا

لو تؤمن دول الامم المتحدة بمفردة العدالة بحقيقتها فانها ستبحث او ستلجا الى كل حاكم او عالم يتبنى العدالة في حياته وعلاقته مع المجتمع ولكنهم في حقيقة الامر يريدون عدالة وفق المفهوم السياسي اليوم .

في مازق وقع فيه الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان مع امبراطور الروم ولا يجد جوابا لذلك فقال له احد حاشيته انك تعرف اين تجد الجواب ولكنك تتجاهله قال اتقصد قال نعم ومن غيره قال ابعث له بالمشكلة يقصد الامام الباقر الذي علمه صك النقود واخرجه من مازقه ، فكل الحلول عند ال الرسول

وكم من جلسة يعقدها الخلفاء الامويون والعباسيون طرفها الامام المعصوم والبقية وعاظ السلاطين علهم يحرجون الامام بسؤال يعجز عن الاجابة عليه فيردهم الامام ردا قاصما دامغا .

المشكلة في عدم حكم الشيعي مرة بالجماهير المتخلفة ومرة بقوى الشر المتحالفة وكلها بين تجهل العدالة او تكرهها لانها تفضح جهلهم او مؤامراتهم .

واما الحديث عن مفردات الخطاب الاسلامي وبقية الخطابات التي تعج بها الساحة الفكرية او السياسية فهذا له مقام اخر وهيهات لمن يعتقد بان في الخطاب الاسلامي ثغرة وكم من منتدى و حوارات دخلتها مع العلمانيين فتنتهي بغلق الخط وعدم الرد.

أحدث المقالات