22 نوفمبر، 2024 7:43 م
Search
Close this search box.

الشيعة بين الأغلبية والتحالف الوطني ؟!!

الشيعة بين الأغلبية والتحالف الوطني ؟!!

يبدو ومن خلال متابعة للحراك السياسي في داخل البيت الشيعي أن قواه بدت غير منسجمة مع بعضها البعض ، وبدت خريطة تحرك هذه القوى يأخذ منحى آخر غير الذي كان يسير سابقا” ، فبدت التحالفات قبيل الانتخابات تظهر شيئاً فشيئاً ، مع بروز لاعب آخر مهم على الساحة الشيعية ، ألا وهو ” الحشد الشعبي ” الذي أستطاع من تغيير خارطة التحرك السياسي الشيعي ، وغير خطط القوى الكبرى في داخل التحالف الشيعي ، لهذا بدت بعض قوى التحالف الوطني متخوفة من الانتخابات القادمة ،وسط تكهنات بان التحالفات ستأخذ منحى جديد غير المنحى السابق ، وستعمد هذه القوى الى تغيير في تكتيكاتها الانتخابية ، وسط مزاحمة فاعلة لقوى الحشد الشعبي ، والتي ستعمل على أستقطاب جميع قوى الفصائل المسلحة في داخلها ، وتشكيل جبهة عريضة تدخل بها الانتخابات القادمة .

التشظي والانقسام الذي شهدته الكتل السياسية عموماً ( السنية والشيعية والكردية ) ألقى بظلاله على المشهد الانتخابي ، وخصوصاً القوى الشيعية والتي بدت غير متفقة في توحيد رؤاها ومواقفها السياسية ، فنشهد الانقسام الذي تعرض له تيار شهيد المحراب ، وخروج الحكيم من المجلس الأعلى وتشكيله لتيار الحكمة الوطني ، الأمر الذي ينعكس على تعدد القوى الشيعية ، وبالتالي تعدد قراره السياسي وقوته ، الأمر الذي يجعل جميع الاحتمالات مفتوحة في قدرة هذا التحالف على البقاء بالصدارة ، وسيطرته على الأغلبية في داخل البرلمان ، والاحتفاظ برئاسة الوزراء على الأمد البعيد ؟!!

عدم الانسجام هي السمة الأبرز بين قوى التحالف الشيعي ، فالقوى الكبيرة في داخله ، لم تبدي أي موقف من تحالفها مع بعضها البعض ، وعبرت عن هذا الموقف في أكثر من مناسبة ، فالتيار الصدري بدا حاسماً لموقفه في الخروج من التحالف لوطني ، والتحرك نحو القوى المدنية لتشكيل جبهة يكون هو من يقودها ، ويسعى بذلك الى أن يكون الممثل الأبرز للتشيع سياسياً ، كما إن حزب الدعوة أو بالأحرى ” دولة القانون ” التي ستبقى على حالها ، وسيعمد السيد العبادي الى الخروج منها وتشكيل جبهة أخرى وإيجاد تحالفات جديدة ، للتخلص من تأثير خصمه وغريمه المالكي ، الى جانب الانقسام الحاصل في المجلس الأعلى وخروج الحكيم منه ، وتشكيل تيار الحكمة ، والذي رغم أن قيادته تمتلك مقومات جيدة في التعاطي مع الوضع السياسي ، ولكن ذلك لا يعني أن الوضع السياسي وخصوصاً الوضع الشيعي يتحمل مثل هذه الاهتزازات ، لان كثرة القوى السياسية سيجعل قوة القرار متشظية وضعيفة .

أعتقد وكما يرى الكثير من المحللين أن القوى السياسية بدأت بالتحرك نحو القوى الصغيرة ، في محاولة لكسب أصواتها واحتوائها في القوائم الكبيرة ، خصوصاً وأن القانون الجديد لا يسمح بعبور هذه القوائم ، لذا ستجد ملجأ لها عبر القوائم الكبيرة لضمان كسبها لمقعد في البرلمان من جانب ، وضمان ديمومة وجودها ، كما أن القوى الكبيرة ستعمد الى أحياء مفهوم ” الأغلبية السياسية أو الوطنية ” وإنهاء التحالف الوطني كليا” والذي بات يشكل عقبة أمام تحرك القوى الشيعية بحرية وانسيابية نحو باقي الكتل والقوى الأخرى ، الأمر الذي يجعلنا أمام مشهد انتخابي صعب جداً ، هذا أن صدقت رواية لإجراء الانتخابات في موعدها المقر نيسان المقبل ، والتي ستشكل انعطافة كبيرة ومهمة في تغيير الواقع السياسي العراقي الجديد .

أحدث المقالات