يمكن القول، ان العراق ليس بلدا ضعيفا، وهذا يتضح من القراءة التاريخية.. لقد كان في العراق، غالبا، دولة وعاصمة قوية، في اكثر من مرة.. ولا يفترض ان نتصور، ان مصير العراق، هو (التبعية).. أو (الاحتلال).. لأن تاريخنا يتضمن (الاستقلالية) في أكثر من دولة.. سومر واشور وبابل.. ثم دولة الامام علي (عليه السلام) في الكوفة.. وقبل غزو المغول، كانت بغداد عاصمة عظيمة بين البلدان.. هل يشعر اغلبنا بعظمة العراق..؟
بالرغم من قرون الاحتلال، الصفوي والعثماني والانكليزي ..ثم الامريكي، مئات من السنوات، زرعت (اليأس) او (الانهزامية) او (التبعية) في نفوس اغلب القواعد الشعبية.. الا ان (هاجسا) بقدسية وعظمة العراق، يعيش في العقل الجمعي العراقي.. والحنين لدولة العدالة الكوفية.. يهز وجدان الكثير..
……. اهل السنة ينتظرون حكومة علي..
اتذكر ، غالبا، قول ذلك المواطن السني، بعد 2003، كان يقول:.. فرحت بالرئيس الشيعي.. وتصورت ان شيئا من عدالة الامام علي (رض) ستعود الينا.. وان حكومة عادلة ستبدا في العراق..!!
فاذا شعر المواطن السني بالحنين الى عدالة الامام علي… كيف سيكون شعور المواطن الشيعي..؟
ان حكومة علي، عراقية، مستقلة، تدار من الداخل.. فهل استطاع الادعياء في الدعوة والتحالف.. تشوية الصورة والمضمون..؟
اقول: بالرغم من كون الحكومات الديكتاتورية، وبعض المعارضة، العميلة، بذلت جهودا حثيثة، لربط مصير العراق بالخارج، وتذويب الحس الوطني والاستقلالي والسيادي، حفاظا على سلطتها وفسادها.. الا ان عناوين ورايات وطنية بقيت ترفرف عاليا، يدوي صوتها الوطني، المقاوم والاصلاحي .. وعلى راسها الشهيد الصدر (رض) الذي قاد معارضة شعبية، بجهود ذاتية، ثم جهود السيد مقتدى الصدر المطالبة بالاستقلال والسيادة والاصلاح..
ويبقى السؤال: متى تحسم المعركة بين اهل الاستقلال واهل التبعية..؟
ان تاريخ العراق، لا زال مضيئا بثورة العشرين، التي اسست الدولة العراقية الحديثة.. بالرغم من المخطط الخبيث ضد العراق، بادوات الثنائي البريطاني- الامريكي ، وبالرغم من التدخل الايراني الشاهنشاهي، سابقا، وبعض الاطراف الايرانية، حاليا.. الا ان المخلصين، موجودين، ومنهج التضحية والمقاومة، سينتصر، للحفاظ على استقلالية العراق وسيادته،
ان اخطر التحديات هو وجود نهج (التبعية) للخارج، وللاجنبي، المتمثل بالنهج المالكي. واليوم يدفع شعبنا الدماء والعرض والاموال، ثمنا، لاخطاء سياسي
(التبعية).. او نتيجة لاخطاء هذا النهج، المتمثل بشخص، رئيس الوزراء السابق، ثم حزبه ثم تحالفه..
ومن المهم، ان توضع النقاط على الحروف، لاعادة (الثقة) في النفوس، ولتعلوا ثقافة (الوطن) على سخافة العمالة و (التبعية) ومزدوجي الجنسية..
……. التظاهرات تصنع الاستقلالية والسيادة.
العراق، اليوم، في مخاض، عام 2015، اما البقاء تحت هيمنة الفساد والعملاء، او السير في طريق السيادة والاصلاح.. وانتاج حكومة مستقلة من الوطنيين الاكفاء.. والامر متروك للشعب وللمتظاهرين.. ويمكن ان نسال: ما هي فائدة التظاهرات..؟
والجواب: انها ، ببساطة، نقلت مقر القرار من الخارج الى الداخل..! لقد كانت الحكومات السابقة تتلقى التوجيهات من واشنطن وطهران..! وكانت متعالية على صوت الشعب والشيعة والمرجعية..
أما اليوم، فالشعب هو الحاكم الفعلي..وقد بدات مرحلة الشرعية الشعبية.. وهي اعلى من الدستور ومن الرئيس ومن البرلمان..!
لذلك بدأ الرئيس والبرلمان يسمع صوت الشعب…!
مع وجود فرصة، للشعب وللمتظاهرين، اقصد وجود ضامن ومساند للمطالبات، هو ابن العراق، الصدر، وموقفه الداعم للاستقلال، وللاصلاح.
لذلك، كما يبدو، امر الصدر بالنزول لدعم التظاهرات، حماية للمتظاهرين، ولاهداف الاصلاح.. بعد ان اتضحت التدخلات الخارجية لمنع او ضرب التظاهرات الوطنية الحقة.. لنقل مقر القرار الى الخارج.. !
وموقف اخر.. وطني، وداعم للاستقلال، يسجل للصدر، حين يامر بالنزول لدعم التظاهرات، حماية للمتظاهرين، ولاهداف الاصلاح.. بعد ان اتضحت معالم مخطط خبيث رسمه الاحتلال او البنك الدولي.. لتوجيه سير التظاهرات نحو اجراءات تضر الشعب، وذلك بفرض ضرائب وسياسة تقشف، وخصخصة، متعجلة، مع موقف مشوش وغير واضح من قبل العبادي..!
وللحديث بقية..