هل سيتم تشكيل محور يضم ” إيران، تركيا، روسيا، الصين، كوريا الشمالية وبعض الأطراف العراقية” لمواجهة غطرسة أمريكا وإستهتار رؤساها وكبح جماحهم؟ سؤال نتمنى أن يجد جواباً شافياً خلال المرحلة القريبة القادمة.
إن لعب دور شرطي العالم من قبل أمريكا، لا يمكن القبول به في المرحلة المقبلة؛ ويجب أن تتوازن القوى كي لا تتمادى أمريكا وحلفائها بتفعيل الأزمات والحروب، في المناطق التي ترفض هيمنتها وإستيلائها على خيرات الشعوب؛ على جميع الشعوب الحرة الوقوف بوجه الشيطان الأكبر وجنوده وأدواته والعقل المدبر لتحركاته، فلا يمكن السماح لهذا الشيطان من إكمال مسيرته وبث روح التفرقة والعدوانية بين الشعوب المتجاورة؛ لإنجاح غاياتها حسب شعار ” فرق تسد”
هيمنة الدولار الأمريكي على السوق العالمية وحصر تداوله في التبادلات التجارية وإستخدامه أداة لإضعاف العملات الأخرى، لا يمكن السكوت والتغاظي عنه خلال المرحلة المقبلة، ونتمنى على روسيا والصين ودول الإتحاد الأوربي وباقي الدول المناهضة لسياسات الولايات المتحدة في العالم أن لا تستمر متفرجة، والقبول بالمحاصصة أو بما تملي عليها أمريكا، بل يجب إستخدام نفوذها لإعادة توازن القوى في عموم المناطق التي تعاني صراعات دامية جراء أطماع أمريكا ورفض رضوخ شعوب تلك المناطق.
أن إستخدام عملة غير الدولار في التعاملات، من شأنه إيقاف الإستهتار الأمريكي ورجال الكابوي؛ ولا ننكر بأن ردود الأفعال ستكون كبيرة وخطيرة، وربما ستدمر مناطق وتقتل شعوب، لكن المعقول هو: إيقاف تقدم الشيطان الأكبر وتماديه بالسيطرة على العالم والتراقص على جماجم أحرار الشعوب، التي تأبى الإستسلام لغطرسة اللوبي الصهيوني، الذي يحرك بيديه القذرتين خيوط تقرير مصير البلدان الغنية بالبترول والذهب والزئبق واليورانيوم وباقي المعادن النفيسة.
تتبجح أمريكا بذرائع شتى؛ بعد عدم رضوخ أي دولة لأوامرها، وتنفيذ أجنداتها، فما حصل أمس ويحصل اليوم في الشرق الأوسط وتركيا وإيران وبعض دول جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، يجب الوقوف على أحداثها التي تكاد أن تكون شرارة مفتعلة لبدأ حرب عالمية ثالثة، الغاية منها إعادة إنتشار القوات الغازية، وفرض هيمنتها بقوة السلاح؛ بعد اليأس من الحوار الذي لم يفضي لتحقيق نوايا أمريكا العدوانية، وأغلب الأطراف التي تقف بوجه أمريكا لا تعترف بها كقوة وحيدة في العالم فتركيا تمتلك عاشر أفضل جيش في العالم، ناهيك عن إيران التي تمتلك ترسانة عسكرية قوية وجيش لا يمكن الإستهانة بقوته؛ واجهت وتواجه أقسى عدوان أعتى حصار إقتصادي، ناهيك عن قوة الصين وكوريا الشمالية بعيداً عن روسيا التي لم يتضح موقفها الصريح، سوى الدفاع عن مصالحها والإكتفاء بما يتمخض عنه إجتماعاتها مع قادة أمريكا على مرّ العصور.