لا يخفى على أحد أن الحقائق التي تعيشها الشعوب على أرض الواقع لا يمكن إخفاؤها أو تزييفها مهما امتلكت بعض الجهات من أدوات إعلامية أو وسائل تضليل. فالميدان هو الشاهد الأصدق، والمشاريع الخدمية هي المعيار الحقيقي الذي يُظهر مدى إخلاص المسؤول لواجبه وحرصه على خدمة أبناء منطقته.
لقد أصبحت كل منطقة في العراق اليوم تتباهى بوجود نائب يمثلها تمثيلًا صادقًا، يشعر بمعاناة أهلها، وينقل صوتهم بأمانة إلى الحكومة المحلية في المحافظة أو إلى الحكومة المركزية في بغداد. النائب الناجح هو من يعيش هموم الناس لأنه خرج من رحم نفس المعاناة، وذاق ما يذوقه المواطن البسيط من صعوبات الحياة.
وهنا أجد لزامًا عليّ أن أذكر اسمًا بارزًا سطع في غرب نينوى، وهو الشيخ النائب محمد فرمان الشاهر. فخلال زيارتي الأخيرة لناحية زمار، لمست إجماعًا كبيرًا بين أبناء العشائر هناك بأن يكون ممثلهم القادم في البرلمان العراقي، لما رأوه من مواقفه الجادة ومنجزاته الملموسة على الأرض.
لقد حدثني الكثير من الأهالي عن حجم المشاريع التي تحققت بفضل جهوده ومتابعاته، من تعبيد الطرق وتبليط الشوارع حتى أبعد القرى في الناحية، إلى مشاريع الماء والكهرباء، والمدارس، والمراكز الصحية، وحتى المراكز الأمنية التي توفر الحماية والاستقرار لتلك المناطق. جميع هذه الخدمات هي شواهد حقيقية على أن هذا النائب لم يكتفِ بالشعارات، بل عمل بصدق من أجل أهله.
ما شدّني أكثر هو أنني لم أطرح أسئلة شخصية أو موجهة، بل كانت أسئلتي عامة، ومع ذلك جاءت إجابات الناس عفوية وصادقة، تُظهر حجم الاحترام والتقدير الذي يحظى به هذا الرجل بين مختلف العشائر والانتماءات الطائفية والقبلية في المنطقة. لقد وجدت اتفاقًا نادرًا بين الجميع على أنه “ابنهم البار”، وأنه يستحق أن يواصل مشواره في خدمة الناس.
ولعلّ ما زادني إعجابًا أن أحد الأصدقاء اتصل بي متصورًا أنني حضرت المؤتمر الانتخابي الأخير الذي أقامه النائب، رغم أنني لم أكن على علم بموعده، وإلا لكنت حتمًا من الحاضرين. لقد أفرحني هذا الصديق حين حدثني بتفاصيل ذلك المؤتمر، وقال إنه كان تجمعًا كبيرًا جدًا حضره الآلاف من أبناء تلك المناطق، جاؤوا مجددين البيعة للشيخ محمد فرمان. وأضاف أن إدارة المؤتمر كانت ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد لاحظ الجميع سِمَة الرضا والفرح على وجوه الضيوف الذين شاركوا فيه. هذه الصورة وحدها تكفي لتدل على حجم الالتفاف الشعبي حول النائب، وعلى المكانة الكبيرة التي يحظى بها بين أبناء منطقته.
إن الفخر يملؤني عندما أسمع مدائح أبناء العشائر، سواء من ابناء عشيرة الجرجريّة أوعشيرة السادة المعامرة أو الجبور أو الجحيش أو غيرها من القبائل الأصيلة، وهم يثنون على النائب ومنجزاته. وهذا ليس بغريب على رجل ينحدر من أسرة عريقة، فجده الشيخ شاهر السلمان كان من شيوخ قبيلة الجبور المعروفين الذين سطّروا تاريخًا مشرفًا بأعمالهم ومواقفهم الوطنية، وها هو الحفيد محمد فرمان الشاهر يسير على خطاهم بنفس العزيمة والإخلاص.
وهنا لا يسعنا إلا أن نوجّه رسالة صادقة إلى جميع أبناء تلك المناطق: أوفوا العهد مع من وقف معكم وأوفى لكم، وجددوا بيعتكم له في صناديق الاقتراع، فهو شخصية اجتماعية سياسية نادرة تستحق الدعم والوقوف معها. اجعلوا أصواتكم تذهب إلى من يمثل همومكم حقيقة، لا إلى من يغلق هاتفه في وجوهكم ويتخلى عنكم ساعة الحاجة.
وفي الوقت نفسه إننا نأمل أن تبقى أبواب مكتبك ومضيفك مفتوحة لكل أبناء منطقتك كما عهدوك، وأن تظلّ قريبًا من الناس في كل قرية وشارع، تفكر بمشاريع جديدة وتطالب بها بجدية وإصرار في سبيل خدمتهم. لقد كسبت محبتهم بعملك، ونلت ثقتهم بصدقك، ونرجو لك التوفيق والفوز الدائم في خدمة وطنك وأهلك.
وفقك الله يا أبا مصطفى، وجعل خطواتك مباركة، وسعيك خالصًا لوجه الله ولخير أبناء نينوى، فأنت بحق تمثل صوت العشائر الحقيقي، وأنت أملهم في مستقبل أفضل.