لم يشهد التاريخ او يكتب بين صفحاته عن اي مواكب عزاء كتلك المواكب التي شهدتها محافظة النجف الاشرف وهي تودع الامير مثنى حاتم الحسن الى مثواه الاخير..
كانت القلوب تبكي قبل العيون وكان المحبين ينتظرون عودته مشافى الى بلده من سفرته العلاجية ولكن القدر كان سابقا لذلك.. ذهب الشيخ مثنى الحسناوي امير قبيلة بني حسن العربية الأصيلة وترك خلفه ارثا ثقيلا ومسيرة حافلة بدروب المحبة والطيب ما لا يمكن لكل حاسبات الدنيا ان تستطيع حسابها بأرقامها الدنيوية….
مجالس العزاء التي اقيمت على روحه الطاهرة حضرتها الرؤساء والوزراء والمسؤولين وحضرها كل امراء القبائل وشيوخ العشائر من كردهم وعربهم وتركمانهم بسنتهم وشيعتهم ومن كل طوائفهم وكأنهم يقولون لذلك النعش المحمول على اكتاف المشيعين هذا هو ابن العراق وهذا من كان يدعو دوما الى وحدة العراق وسلامة حدوده بعيدا عن افكار الطبقات السياسية….
ايها الشيخ الجليل ماذا زرعت في دنياك من الطيب ليبكي عليك من يعرفك ومن لا يعرفك ويحضر عزائك كل من سمحت له الظروف بالحضور ويقيم لك العزاء كل ابناء الشعب العراقي وحتى الذين لم يستطيعوا الحضور فكان مجلس عزاءهم مع انفسهم…
لقد رحل الشيخ مثنى الحسناوي ولكن سيرته الطاهرة واثره الطيب لم يرحل فسوف يبقى درسا بليغا لكل ابناء الشعب العراقي بمبادئه واخلاقه السامية والرقي الانساني وهو يسطر كل مفردات تلك السيرة الحسنة بإصلاح ذات البين ..
ان مجلس عزاءكم ايها الشيخ الفاضل يعتبر اول واكبر مجلس عزاء يقام في بلداننا العربية فلقد سبقت بذلك كل الملوك والرؤساء وكل الامراء وشيوخ القبائل بعدد الحضور الى مجلس عزاءكم الذين توافدت عليه من كل انحاء دول العالم وهي تنعيك وترثيك والجميع يتمنى لو التقى بك مرة اخرى في حياته…
نعم لقد امضيتم حياتكم بعمل الخير واصلاح ذات البين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم تكن في يوم من الايام في حساباتكم النعرة الطائفية او تقسيم العراق بل على العكس كنتم تتفاخرون دوما بنسبكم الحجازي العدناني وعروبتكم التي امتدت من الجزيره العربية الى ارض الرافدين…
كم انت كبير ايها الامير الراحل لقد رحلت جسدا ولكن روحك الطاهرة باقيةًّ بيننا ترشدنا الى طريق الحق والاصلاح وتنادينا من فوق عليين ايها الناس لا يغرنكم مظاهر الدنيا بأموالها ومناصبها فان كل شيء زائل ولا يبقى في هذه الارض الا العمل الطيب..
لقد تركت خلفك ذرية سوف يحملون كل الصفات التي كنتم تسيرون عليها من الطيب وزراعة الخير والطريق الذي رسمتموه بأعمالكم الطيبة وبمساعيكم الحميدة..
شيخنا الفاضل ايها الامير الراحل
الى جنات الخلد والنعيم ان شاء الله.. الى جوار رب كريم… مع الشهداء والصديقين مع الذين تقول لهم الملائكة ادخلوها بسلام امنين..
نعم لقد كنتم من ورثة الرحمن عباده المخلصين وها انتم اليوم ترحلون الى جواره الكريم ومعكم كل اعمالكم الطيبة وحصادكم من زرعكم الحسن يا امير بني حسن.. وداعا ايها الشيخ الجليل لقد عشت في هذه الدنيا كريما ورحلت منها أميراً.. ودعك الشباب والشيوخ وبكى عليك الرؤساء والملوك واقام لك مجالس العزاء كل العراقيين من شمالهم الى جنوبهم وهم يودعونك ويذكرون كل مناقبكم الحسنة الكريمة…ويتذكر الجميع ابتسامتك وانت تردد كلماتك ((عكازه بدربك خلينا))
نم قرير العين فان سيرتك الخالدة سوف يكتب كلماتها التاريخ بماء الذهب تحت عنوان كبير..
((الشيخ مثنى حاتم الحسن عاش قائداً شجاعاً كريما ومات محسناً واميراً ))