” لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم ” هكذا بدأت مقالتي لتأثري الشديد والعميق بما تحتويه هذه الكلمات من معانٍ سامية ومؤثرةبالقدر والمفهوم ممن يخصهم الأمر على حدٍ سواء ، قد تكون شهادتي مجروحة وانا اتناول الحديث عن هذا الرجل الذي اقصده والذي سيرد اسمه وخصاله تباعا في ثنايا سطور كلماتي المتواضعة بحقه ، لقد جمعتني به الأيام في مواقف عديدة وكنت اترقب عن كثب افعاله وتصرفاته التي كانت دوما تنم عن اصالة الانتماء لهذا الوطن الجريح والذي ما برح لبعض من يدعي الوطنية ان ينالوا من رجالاته المخلصين فيطعنوا بمواقفهم النبيلة والشريفة ، ولعل دموع الرجال الاشداء التي تذرف بصمت من شدة الحدث اكبر شاهد على مصداقية افعالهم الاصيلة .
لقد كثرة الألقاب والمسميات على مدار ربع قرن لأناس جل أعمالهم هو سماع ما يطرب اذانهم المثقلة بأصوات المتخرصين من امثالهم الذين ما لبثوا في مجالسهم الا ان ينالوا من باسقات العراق ليصبحوا عرضةً لألسن البعض من الأعم ، رغم علمنا ويقيننا بمواقفهم المهزوزة والمتذبذبة حال ما تكون للمصلحة والمنفعة طريقاً رخيصاً تنحني رقابهم امامها ، فتراهم يتزاحمون ويتقاتلون امام ملذاتهم وهم على استعداد ان يعملوا أي شيء مقابل أن لا يعتلي الشرفاء والوطنيون مجالس ومنابر العزة والكرامة ، ومثلما تكتنز البحار في اعماقه الدرر، فالعكس هو الصحيح فانه يطفوا في علياه الزبدُ، فالصقور تعلوا فضاءات السماء فيراها الجهلاء صغاراً وهكذا المواقف الاصيلة تبقى شاخصة في عيون الكرماء.
أنا على يقين ان ” الشيخ زيدان الجابري ” لا يحتاج الى تعريف أو أن اكتب بحقه كلمات من الاطراء كي أجب الغيبة عنهولكن لضرورة الاحداث في الزمان والمكان لم اتجرع ان اسمع أو أقرأ ما ينال من شخصه أو الاساءة اليه بقصد أو دون قصد فهو يرتقي فوق كل الشبهات ، لقد طرأ على مسامعي ومسامع الكثيرين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام عن تأسيس المجلس السياسي العام لثوار العراق ، حيث تم الاجماع على ان يكون ” أبو سلطان ” رئيساً للمكتب التنفيذي وقد اخبرني بعض من شاركوا في هذه التسمية أن الشيخ الجابري لم يكن راغباً في ترأس المكتب التنفيذي لاعتبارات كثيرة ولكن إصرار المشاركين على اختياره الذي تنوع الحضور فيه من مختلف محافظات العراق في الوسط والشمال والجنوب أن يترأس هذا المكتب رجل يجمع ما بين الوجاهة والرجولة وحب الوطن والاسمى من ذلك ان لا تكون يداه ملطخة بدماء أبناء الوطن وأن يشهد له بالنزاهة والبنان ، فتم الاجماع عليه فما كان منه الا أن يرضخ لرغبة المجتمعين الشرفاء لتخرج بعدها كلماته التي صفق لها الحاضرين ” لقد حملتموني ما لا طاقة ليعليه والله لم أقدم اليكم طامعاً في مال أو جاه أو غنيمة وانما جئتكم فاتحاً قلبي واذرعي لصدوركم وقلوبكم الطاهرة ، فأرجو أن تقبلوني جندياً تحت امرتكم لا رئيساً لمجلسكم “.
لقد تعلمنا من سيد شباب اهل الجنة ” الحسين ” عليه وعلى جده وابيه افضل السلام أن نكون على قدر الشجاعة التي غرسها فينا لتبقى كلمته الشهيرة ” هيهات منا الذلة ” تذكاراً نرددها تكراراً ومراراً ما حيينا ، فهيهات ان نبقى صامتين على الظلم والجور الذي أصبح يفتك بالخيرين المتجرعين لقسوة الكلام ، فأصحاب الشرف والادب الرفيع لا يسلمون من سليطي الالسن التي تنبز قلوبهم بالمكر السيء قبل الافواه ، ومثلما مكة أدرى بشعابها ، فالأنبار بعشائرها الكرماء الشجعان أدرى برجالاتها التي لا تخلو اسمائها من ” أبا سلطان ” فهنيئاً لك قذف بعض من يدعون انهم رجال ، فهي الشهادة لك بالكمال في مواقف الرجال .
السلام على الرجال الاصلاء الذين يتجرعون زعاف السموم كي يحافظوا على البنيان المرصوص ولا سلام على الذين تنحني رقابهم رخصاً وذلاً لصغائر الأمور .