من بين أبرز شيوخ قبيلة الجبور . لقب ب(فانوس الحاوي).. لأريحته، وكرمه، وحسن معاشرته، وطيب مجلسه.. ولا تكاد تذكر ديرة حاوي النمرود يومذاك .. الا ويتبادر إلى الذهن، مضارب الجدوع في قرية الذيبانية، العامرة بالأهل والربع والضيوف .. وهي الديرة التي تمكن من تسويتها باسمه ، بسبب سعة نفوذه يوم ذاك مع المعنيين بتسوية الأراضي، في الدولة العراقية، عند تأسيسها..
كان الشيخ أحمد الجدوع محكما عشائريا متمكنا، معروفاً بإنصافه في الفصل والتحكيم.. وذلك لمعرفته، وإلمامه الشامل بأصول واعراف وتقاليد العشائر.. حيث أبتدع، هو، والشيخ سميط العويد.. كما تواتر عنهم في مرويات التراث الريفي، قاعدة(جلب هر ما ضر).. لاعتمادها في معالجة الإساءات الخفيفة ..
كان عضواً في اول مجلس لعشائر لواء الموصل، في ثلاثينيات القرن الماضي .. وقد كان هو المحكم العشائري، في الفصل في النزاعات، التي كانت قائمة بين عشائر السبعاويين، وعشيرة طي، في الاربعينيات من القرن الماضي ..
ويشار إلى أنه كان يطلق عليه وصف (الحصان) لشجاعته، وحصافة رأيه ، وعدم تردده في حسم الامور .. كان مضيفه عامرا بالربع والضيوف،وعابري السبيل.. حيث اعتاد أن يحضر مجلسه الكثير من الشيوخ، والوجهاء، والعوارف .. سواء كان ذلك للزيارة، والمسامرة، او للتشاور، وتبادل الآراء.. وكان على علاقة طيبة مع شيوخ القبائل والعشائر المعاصرين له..
ونظراً لمناقبه الحميدة، وحسن معاشرته، فقد ظل يحظى بالقبول والإحترام.. ويذكر بالإجلال والتبجيل، في كل الأوساط الاجتماعية حتى الآن..
ولعل من المناسب الإشارة إلى ما جاء بمدح العمومة الجدوع، في قصيدة المستديرة، عن شيوخ قبيلة الجبور، للشاعر أبو قادسية.. حيث ورد فيها بحقهم، قوله :
واذكروا جدوع ذرنوح الخصيم……………… ابو فندي بالوزى خيالها
واحمد الجدوع له عزم هميم……….. فرحت الصبيان حين اعجالها
ودارهم بيها من يعزها ويديم………… تركي ابن عبدالحميد أرهالها
رحم الله العم، الشيخ الفاضل أحمد الجدوع، وأدام ظله الوارف للخلف، والعشيرة..