23 نوفمبر، 2024 3:44 م
Search
Close this search box.

الشورى والإنتخابات!!

الشورى والإنتخابات!!

الشورى أن تتفاعل عقول الأذكياء للوصول إلى قرار ما , والإنتخابات تعبير عن رأي القوة الفاعلة في الناخب , فالذي يدلي بصوته يكون مرهونا بالقوة المؤثرة فيه , وفي مقدمتها الإعلام الذي يصنع الآراء وفقا للخطط المرسومة.
فالناخب لا يمثل رأيه وقناعته , فالمنتمي لحزب ينتخب مرشح حزبه , أو فئته وجماعته وغيرها من الكينونات التي تفرض على أعضائها ما تريد.
ولهذا فالشورى أصلح للمجتمعات من الإنتخابات , لأن الأخيرة لا تمثل الرأي الراجح , وإنما التوجه المطلوب والسعي المرغوب للقوة التي تريد تنفيذ أجنداتها.
ويمكن معرفة مَن الذي سيفوز في الإنتخابات من وسائل الإعلام , التي تروج وتسوق الشخص وتصنع الآراء اللازمة لإنتخابه.
فالإنتخابات فيها إنحيازية فاضحة , وإضطرابات مخلة بالإرادة الوطنية , والحقيقة الصائبة , فهي كأي “بزنز” , وتنطبق عليها معايير التسويق والترغيب , وغيرها من وسائل وآليات تحبيب البضاعة للآخرين , وبعد أن تُباع يفقد الزبون قيمته ويكون التعامل معه بأساليب أخرى , المهم أخذت نقوده , وإنتهى مفعوله , وكذلك الناخب ما أن يدلي بصوته حتى يذهب معناه وتأثيره.
البشرية ومنذ الأزل محكومة بأنظمة فردية , وما يُسمى بالديمقراطية , ومضات زمنية في عمرها الدامي المثخن بالحروب والصراعات القاسية.
فهل تصلح الديمقراطية لحكم البشر؟
السؤال غريب , لكن الواقع يشير إلى أن الجريمة تتعاظم في بلاد الديمقراطية , وأصبحت بحاجة لإعادة نظر في الزمن المعاصر , الذي تهيمن عليه وسائل التواصل الحديثة والإعلام , , فالدنيا تبحث عن نظام ما بعد الديمقراطية في المجتمعات التي إعتنقتها خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية.
ومجتمعاتنا التي إستوردتها بموجب تقليعة الحداثة تحولت إلى أصداء لتجارب لا تعرفها , مما أدى لتفاعلات سلبية أيقظت بواعث السوء والشرور , فتشظى أبناء الوطن الواحد , وبدت الديمقراطية كالسم المدسوس في العسل , فحرية التعبير عن الرأي , صارت حرية التعبير عن الشر , مما دفع بعناصر المكان للتماحق والإنسحاق ببعضها , والطامع فيها يتفرج مسرورا , وقد جنى ما يريد بلا جهد ولا خسائر.
فهل أن الشورى صراطنا المستقيم؟
ولماذا لم تبتكر الأمة صيغة دستورية للتعبير عن جوهر معاني ” وأمرهم شورى بينهم”؟!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات