يحظى الشهيد بمكانة عظمية عند الخالق، وله شأن كبير يغبطه العباد عليها, وقد كرمه الرحمن وأعد له مكانة عليا في الآخرة, وخلده في آيات قرآنية كثيرة تتكلم عن قدر الشهيد والشهادة حيث قال تعالى في حقه(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) .
إن الثلة الطيبة من شهداء الأمة الإسلامية, ومن خلال ما قدموه من تضحيات عظيمة استطاع الإسلام إن يصل إلى ابعد نقطة في المعمورة وتمكن من دحر الطواغيت وهدم عروش الكفر, وقد ركعت له أعظم الإمبراطوريات في العالم.
إن تأريخ أمتنا الإسلامية صفحاته مشرقة منيرة برموز من الشهداء نستلهم منهم الدروس والعبر, وتنظر لهم المجتمعات بعين التقديس والفخر وهم في درجة الذروة لمفهوم الإنسانية التكاملية, وكل الذين أسدوا خدماتهم من اكتشافات واختراعات بهدف تقدم وازدهار وتطور الحياة لا يرتقون لمكانة الشهداء العليا, وما الإمام الحسين عليه واله أفضل الصلوات إلا المعلم الأول في مدرسة الشهادة نستقي منه ومن أهل بيته الأطهار وصحبه الدروس في التضحية بالنفس والإيثار, ونكران الذات في سبيل الدين والعقيدة وحماية الأوطان من شرور الطغاة والفاسدين والمنحرفين.
لقد أقدم العملاء والمتآمرون على ارتكاب جرائم كبرى يندى لها جبين التاريخ تمثلت في اغتيال رجال أفذاذ لهم الدور الأكبر في رسم المسار الصحيح لمستقبل الأجيال، وما جريمة اغتيال آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس ) إلا مثال على ذلك الفعل الجبان, والذي خلف الحزن والأسى في قلوب المؤمنين، وتعتبر شهادة السيد الحكيم إمداد لشهادة العظماء من الأمة, وقد قيل في حقه الكثير ومن ابرز ما ذكر، إن الشهيد السعيد (رض) أعظم شخصية دينية وسياسية حرصت على حقوق الكرد قبل العرب, وعلى حقوق السنة قبل الشيعة في العراق.
الحديث عن الشهيد والشهادة يبقى غير مكتمل, ونحن مدينون للدماء الطاهرة الزكية التي روت أرض الوطن العزيز, ويحق لنا أن نفتخر كل الفخر بهم أنهم شهداء الأمة الخالدين.