23 ديسمبر، 2024 4:55 م

الشهيد زيدان الدليمي/128

الشهيد زيدان الدليمي/128

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ما دمنا أمة محمد التي ورثت رسالته الإلهية؛ فإننا ننهل من صفاء معين تعاليم الرب، التي أمطرتها علينا دراري الرحمة بغزارة.
إتصف منا رجال بما أنعم الرحمن على نبينا: “وإنك لعلى خلق عظيم” فإذا مدح شاعر.. إنسي بسيط، ملكا، تنافج سلطان غروره يغلي متلاطم التدافع، الى أقصى مديات الفرح.. يترامى موشكا إختراق حدود الدولة.
فكيف برسول الرحمة.. محمد.. صلى الله عليه وآله، حين يمدحه الله جل وعلا!. بالآية القرآنية الكريمة: “وإنك لعلى خلق عظيم” التي ما زالت تتخارج، معيدة عرض جوهرها، في كل زمان ومكان، من خلال رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يتقدمهم زيد خلف كاظم الدليمي، الشاب الذي لم (يتناوش) طرف الثلاثينات.. ماكثا عند حدود ربيعه السابع والعشرين؛ إذ أعدم في العام 1983؛ جراء وقوفه عند مبدأ ألا يقاتل دولة الأمام؛ ذودا عن بطر عدي نجل الطاغية المقبور صدام وحسين، اللذين رعيا فسقا بلغ جوره سمت السماء.
 
مخاوف طائفية
سيق الشهيد الدليمي، الى الخدمة العسكرية الإلزامية، ضمن مواليده 1956؛ فأحجم مقاتلة إيران؛ مفضلا الموت على العدوان.. غير المبرر، ضد جارة مسلمة! يداهمها صدام بالحرب؛ مجاملة لأحقاد سعودية بحت، ومخاوف طائفية، ليس لها صدى على أرض الواقع؛ إلا في أوهام آل سعود، الذين فنى الديكتاتور أرواح شباب العراق، وهم يتلظون شوقا لعبق الهوى العذيبي، ودمر إقتصاد العراق؛ لإراضاء نزعتهم المجرمة!
هروب معارض
ولأنه رفض الإلتحاق بجبهات القتال ضد ايران؛ فقد عد هاربا من واجب وطني، وأعدم في ظروف غامضة، تشكل إمتدادا طبيعيا لصيرورة العراق في ظل صدام.
خان بني سعد
عاش الشهيد زيدان الدليمي ومات، أعزب، لم يترك ولدا ولا مال، سوى الذكر الطيب، شفيعا للمؤمنين.. بيد يدي الرب.. يوم القيامة.
إرتقت روحه الطاهرة، من خان بني سعد.. قرية السعد، حيث ولد وإستشهد فيها؛ متفائلا بحياة، لم يدعه صدام يهنأ بها، مثل العراقيين كافة.. حتى هذه اللحظة.
لم يسلم ذووه، من بعده؛ إنما ظل تنظيم حزب البعث المنحل، في المنطقة ومفارز الامن، تداهم لياليهم، من دون ان تدع جفنا يهنأ بنوم، بعد المصيبة.. مصيبة فقد زيدان، والمضايقات الأمنية تكاد تطوق حتى النوايا والهمم، الدائرة في أذهان من عاش بعده.