18 نوفمبر، 2024 1:26 ص
Search
Close this search box.

الشهيد خضير البهادلي/127

الشهيد خضير البهادلي/127

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
 
لم يكتفِ الشهيد خضير عباس حسن البهادلي، بنفسه و”الجود بالنفس أسمى غاية الجود” إنما أراد نشر خلاصة الموعظة الكبرى، الكامنة في موته، على آفاق الزمان والمكان؛ ليفيد من فنائه الأحياء.
ترك وصيته مفصلة المعاني والإيحاءات، للآتين من بعده، فهو تولد 1 تموز 1955، وإستشهد يوم 26 تموز 1988، مقبلا على الآخرة، بتوديع الدنيا ومن فيها: “وداعاً يا احبائي ..لبست ثوب الردى من اجل ان يحيى دين اجدادي و آبائي.. وألا يُورِث الجرح ابنائي و احفادي ..في الجهاد من اجل ألا يتمادى الطغاة ظلمًا …”.
لخص في رسالة الوداع، أنه يصبو.. من قبره.. الى يوم ترفرف راية الحق فوق ربوع العراق …مواصلا إيصاء الأحياء بكرامتهم: “من اجل الا يموت السيف صدءا.. ولا يتوطن الحزن في الفؤاد.. وألا يكون القران تراثا.. من اجل ان تعود الابتسامة الى المساجد.. وداعاً يا احبائي”.
 
خنجر
“سقطت اليوم في دربكم.. فإلتقطوني واجعلوا جسدي خنجراً، إغرزوه في قلب عدوي.. لا تتركوني في العراء وحيداً.. إجعلوا دمي بركاناً يتفجر فوق رؤوس الاعادي”.
كتب وصيته، وهو يرنو الى الدنيا بعين تترقب قبرا فاغرا فاه، ينتظره غدا او بعد غد، كأطول زمن يمكن لشر الطاغية المقبور صدام حسين، أن ينتظر خيرا وارفا يظلل الباطل بالحق: “إذكروني في كل صيحة الله اكبر.. إذكروني وكونوا للشهادة نشيداً يرتل في كل شهيق وزفير” محذرا: “من يتوانا عن الدرب لا يجني سوى الخيبة ولعنة الاجيال”.
 
مليك
آثر الطمأنينة: “وداعاً وعند المليك اللقاء” متأسيا بعظمة السلف الاعلى للمجاهدين: “بالأمس كان الحسين وكانت كربلاء، واليوم يعيد التاريخ نفسه، حيث تقف مواكب المجاهدين الرساليين.. المهجرين والمهاجرين والاسرى التوابين بوجه الطغاة، بعزيمة وثبات لتعيد علينا كربلاء من جديد، مرتدية ثوب الحسين.. عليه السلام..  ثوب الشهادة والفداء رافعةً شعار “إن كان دين محمداً لا يستقيم الا بقتلي فياسيوف خذيني.. السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يابا عبد الله السلام على الارواح التي حلت بفنائك لك مني سلام الله مابقي الليل ومابقي النهار ولاجعله الله اخر العهد مني لزيارتك.. عهداً منا لك يا سيدي… عهد الاحرار سنعبد درب كربلاء بدماءٍ زاكية حتى تأتيك قوافل الزوار” .
 
معاوية
وفعلا أخذت الشهيد البهادلي، سيوف جلاوزة يزيد بن معاوية ذاتها؛ لأنها تعيد تكرار نفسها في كل زمانن وتنسق ظروفا متشايهة، في كل حين..
سلاما بما صبتم قوما مكرمين.

أحدث المقالات