لشهيد كلمة لا اريد التطرق الى تعريفها ككلمة وبيان معناها اللغوي، ولكن اقِف هنا بانها كيف كُتبت هذه الكلمة وما هي المادة التي خُطت حروفها الاربع، كُتبت حروف هذه الكلمة ليس كما هو المتعارف عليه من مادة الحِبر، انما كان حِبرُها من نوع اخر لا يقدر بثمن وهي الدماء الطاهرة، التي روت بها الارض لكي تنير طريق الحرية، و لترسم لوحة فنية قل نظيرها في معرض الرسم للوحات الفنية.
كثيرةً هي الصور والشعارات، التي تتحدث عن تخيلد ذِكرى من ضحى بالغالي والنفيس وهو الشهيد الاكرم منا بالعطاء، ولكن هل يا ترى هذا يكفي بنظرنا تجاه هذه الكوكبة من قافلة العشق الالهي، التي اعطت دمائها من اجل الوطن والعقيدة، لتستمر الحياة ولتنعم الاجيال بالامان والاستقرار? بنظر كل منصف مهما كُتب وقيل بحق الشهيد لا تعادل قطرة دم نزفت من جراح شهيد، دِماء تنزف وآهات جِراح يإِن اصحابُها لاجل رسم الابتسامة على شفاه الدنيا، لتنظر اليها الاجيال بعيون متفائلة مستبشرة بمستقبل بلادها، التي روتها دِماء رِجالها فبثت فيها الحياة بعدما اراد طُغاة عصرها ان تكون كالارض الميتة.
تخليد ذكرى “عبق الشهادة” لا ينبغي لها ان تنحصر في صورة وشِعار معين، لان مع مرور الزمن سوف يُنسى وتتلاشى، اذاً لابد ان تُخلد ذِكراهم اكثر من هذا عن طريق ذِكرهم في المحافل العامة والخاصة بسرد بطولاتهم وجهادهم، والاهم من هذا الشروع بتأليف منهج دراسي يُدرس في الموؤسسات التربوية، لتعرف الاجيال القادمة من هم رجال فتوى الجهاد الكفائي “الحشد الشعبي” والقوات الامنية، وما كان دورهم في حفظ العراق وشعبه وما قدموه من تضحيات جِسام في سبيل الوطن والعقيدة.
ان الله تبارك وتعالى كما خلد انبيائه ورسله و اوليائه الصالحون تكفل بتخليد الشهيد، وجعل منزلته يُغبط عليها اصحابُها ممن نالوا درجة الشهادة، لانهم نالوا درجة و اوسمة عز ومجد تتداولها الاجيال عِبر الزمن، وهذا هو سر الخلود التي تصرح الآيات المباركة بذكرهم وتنطق الحناجر بأسمائهم، فتكون اشبة بنغمة تطرق مسامعنا لتذكرنا بمن وهبوا الحياة لنا.