23 ديسمبر، 2024 2:51 م

الشهيدة فاطمة أحمد/112

الشهيدة فاطمة أحمد/112

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
عملا بتوجيهات الشهيدة آمنة الصدر.. بنت الهدى، أخذت فاطمة أحمد الجاسم، بمشاعر زميلاتها، في المدرسة، مسطرة بطولة ترتقي الى منجزات فرسان الحكايات الاسطورية.
إذ تصدت الشهيدة فاطمة لأزلام البعث، خلال زمن كان لهم.. من داخل العراق وخارجه، كلما علا صوت الحق، وأدته سطوة الباطل المستحكمة من مجريات الأمور.
لعنة لا تضاهيها جريمة ولا حتى في الكوابيس! بالمقابل تبري واحدة من قصص الرفعة.. صورةبطولة في زمن “البعث” من قبل فتاة نذرت نفسها فداءً للإسلام والوطن؛ فباعت ماتملك بنفس راضية حتى غدا اسمها، علامة متميزة، تنير الطريق أمام ركب الشهادة.
 
حجاب
“إضربن على جيوبكن” كانت توجه الفتيات من حولها، تحثهن على خشية الله، من داخل ذواتهن.. إذ ولدت فاطمة في البصرة العام 1961، متشبعة بنسيم البحر وشط العرب ورائحة الحناء تعطر جبين الفاو زهوا.
أتمت دراستها الابتدائية والاعدادية، ناشئة في أسرة متدينة، رضعت حب أهل البيت عليهم السلام، من دون فطام حتى تشرف رحم الأرض بولادتها الثانية.. شهيدة بين يدي رب رحيم.
 
جهاد
أدركت طغيان واجرام البعث؛ فتأججت في نفسها روح الجهاد، مزدانة بلقاء الشهيدة بنت الهدى، التي تلقت منها توجيهات، بلورتها في منهج العمل الاسلامي.
 
حرب
تمثل نشاطها بتثقيف رفيقاتها، في المدرسة، من خلال دعوتهن الى لبس الحجاب؛ لذا لاقت مضايقات ومحاربة من ذئاب “البعث” المفترسة، إلتهاما للنقاء، بشراهة عدوانية تَعِبُ ما ينفع الناس ويقوم أخلاقهم؛ كي تفسد أثره!
فهذا هو البعث وذاك صدام ساء ذكرهما!
 
وعل
كان بإمكانها التخلي عن الحجاب؛ كاسبة ود البعث، وموقفة حملتها في توعية البنات؛ متحولة الى ملاك في عيون أزلامه الشيطانية؛ لكنها آثرت قبول تحدي الوعل للصخرة! رافضة العروض المغرية، دون الإستمرار بنهجها في توعية الفتيات، تشد العزم على الرحيل الى النجف الاشرف؛ للمشاركة في وفود البيعة، التي بايعت الشهيد محمد باقر الصدر.. تقدسسره.
لم تبالِ فاطمة بما سينالها من سم افاعي البعث الزعاف، التي كانت تتربصها وعائلتها؛ فهي مؤمنة بطريقها الذي إختطته لنفسها، مستمرة، تسطر البطولات الاسطورية، وسط شرائح المجتمع وفئاته كافة، الى أن قبض عليها.. معتقلة، هي واخوتها وامها، في أمن النجف.
 
المعتقل
نزهة بين فوهة البركان ومنصهر سعيره الجهنمي، كابدتها الشهيدة فاطمة، ملاقية شتى أصناف التعذيب، على يد ازلام البعث.
إالا في التنكيل السادي (تعذيب الاخر) راحوا يتنقلون بهان من معتقل الى آخر، الى ان حط بها (البوم) المجرم، في أمن بغداد العامة!
قضت في الأمن العامة اشهرا، رهينة إعتقال يفوق العقل تعذيبا، واجهته بجلد إيماني أقوى من فناء الدنيا، التيس يحرص عليها الجلادون؛ فهي حسبهم ولا حسب سواها لأولياء الطاغوت!
يا بئس ما فرط من إختياراتهم!
 
الإعدام
سيقت ومجموعة من المعتقلات في جنح الليل، الى حيث نفذ فيها حكم الاعدام، لتختم حياتها بوسام الشهادة وتلتحق بركب اشقائها الاربعة الشهداء الذين لم يعثر عليهم جميعا، حتى الان.
سمع ذووهم أنهم وئدوا في مقابر جماعية، لكن لم يعثر على رفاتهم حتى هذه اللحظة، والمرجح انهم.. خمستهم، الشهيدة وإخوتها، ضحايا ثرامات الشعبة الخامسة، في الكاظمية؛ التي تذروا الاجساد الطاهرة، في نهر دجلة؛ طعاما للسمك.