ونحن على اعتاب شهر ( آب اللّهاب) كما يصفه العراقيون، نقترب من الموعد الذي ضربته بعض القوى السياسية لمرجعايتها الدولية والاقليمية في تثوير الشارع العراقي على الدولة، مستغلة سوء الخدمات وفي مقدمتها ملف الكهرباء.
أختيار شهر آب موعد ليس عفوياً، بل يتوافق مع مزاج الانسان العراقي الذي عُرف عنه ارتفاع مناسيب غضبه في (چلة الصيف)، فضلا عن فشل الحكومات الجمهورية التي اعقبت سقوط الملكية في وضع المواطن العراقي بذهنية الدولة، فلم يكن الانسان العراقي سوى حلقة لأدارة مشاريعها وصراعاتها حول السلطة.
لكن برغم حسابات تلك القوى الخبيثة ودقتها، بما يتوافق مع تجارب الشعب العراقي مع صيفه اللاهب، ومع ماتمتلكه من دعم لوجستي اعلامي ومالي محلي اقليمي ودولي ، بيد ان هذه المشاريع تعاني حقيقة من مايمنع اسقاطها على الارض حالياً، ومن بين ابرز العوامل التي (تفرمل) مشروع التثوير للشارع العراقي، يقف عامل الوعي الذي يشهده الشعب العراقي نتيجة نشاط البؤر الثقافية الدينية والسياسية والنخب والكفاءات ورواد التواصل الاجتماعي الذين اظهروا درجة عالية في تحمل مسؤولياتهم الاخلاقية والشرعية في مواجهة هذا المشروع وفضح مخططاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
العامل الاخرهو الانضباط العالي للقوات الامنية العراقية بقطاعتها المختلفة في اداء واجباتها، وبما يتوافق مع الاوامر القضائية والقانون.
ولعل العامل الابرز هو فقدان تلك المشاريع لأصدقاءها على الارض، بعدما اكتشفت البيئة الحاضنة سنة 2014 ، أن تلك المشاريع لم تجلب لها سوى الدمار والقتل والتهجير وانتهاك الاعراض والحرمات، وبعدما لمست تضحيات اخوانهم في الجنوب وهبتهم لأزاحة خنازير داعش من مدنهم وقراهم حتى تحرير آخر قصبة من قصبات العراق.
مانحتاجه اليوم لاتمام مسيرة بناء الدولة العراقية القوية التي صمدت وعلى مدي عقدين ونيف من السنين في مواجهة التحديات والمؤامرات العابرة للحدود، هو تشريع قوانين تجرم التعامل أو التخابر مع الدول والمؤسسات والكيانات التي تهدد أمن واستقرار بناء الدولة العراقية، وتفعيل المواد الدستورية العراقية المدونة في العقد الاجتماعي الذي تبانت عليه المكونات العراقية، وتفعيل دور السلطة الاتحادية في بسط نفوذها على كامل التراب العراقي.
[email protected]