23 ديسمبر، 2024 8:36 ص

الشهرستاني في كوردستان , ضيف ثقيل على ارض تلفظه وشعب يرفضه

الشهرستاني في كوردستان , ضيف ثقيل على ارض تلفظه وشعب يرفضه

يمكن تضمين زيارة حسين الشهرستاني لاقليم كوردستان على انها زيارة تشريفية لحضور حفل تنصيب البطريرك مار كوركيس يوحنا مطرانا لكرسي كنسية المشرق , خاصة وان الشهرستاني نفسه قد اكد على ان الزيارة ليست للتباحث حول ملفات سياسية .

لكن هل ان اختيار حيدر العبادي لحسين الشهرستاني لينوب عنه في حضور هكذا احتفالية كان خاليا من أي محتوى سياسي ؟

معروف لدى القاصي والداني من هو حسين الشهرستاني , وما كان له من دور مشبوه في توتير العلاقة بين اربيل وبغداد في حقبة المالكي , واستمراره على نفس السياسة حتى بعد استلام حيدر العبادي منصب رئاسة الوزراء العراقية . فمشكلة عقود النفط لاقليم كوردستان بدئت عندما كان الشهرستاني وزيرا للنفط , وراينا كيف وقف بقوة ضد محاولات الاقليم حل هذه المشكلة , وساهم في افشال أية مفاوضات بين الطرفين على مدى ثمان سنوات . وبعد ان قطعت بغداد ميزانية الاقليم ورواتب موظفيه , حاول وبقوة اجهاض محاولات الاقليم تصدير نفطه باستقلالية عن حكومة المركز لتسديد التزاماته المالية امام الكوردستانيين , اضافة الى موقفه السلبي من الاتفاق الذي ابرم بين بغداد واربيل في عهد حيدر العبادي رغم ان حقيبته الوزارية انذاك ( وما تزال) ابعد ما تكون عن شئون الطاقة وشجونها.

ان هذا الدور السلبي للشهرستاني حيال قضية مصيرية تهم كل مواطن كوردستاني يجعل منه ضيفا ثقيلا .. ان لم يكن على ساسة الاقليم فعلى شعبه , واصرار حيدر العبادي على تكليفه بهذه الزيارة يزيد من ثقل الضيف , ناهيك عن ان تصريحه بان الزيارة غير سياسية ولن تكون هناك مباحثات حول اي من الملفات العالقة جعل من الزيارة مرفوضة وغير مرحب بها عند الشارع الكوردي .

وقبل الخوض بتقيم الزيارة نقول … ان نقل كرسي كنيسة المشرق الاشورية الى كوردستان وانتخاب غبطة المطران مار كوركيس صليوا كبطريرك جديد لها هو حدث عظيم يستحق الاحتفاء , الا ان اصرار الشهرستاني على اظهار الناحية التشريفية من زيارته هو بحد ذاته اهانة للشعب الكوردي كان الاجدى بحكومة الاقليم تداركها وتلافيها . وعلى ذلك نود توضيح بعض النقاط المهمة حول هذه الزيارة :-

1- طالما كان سبب الزيارة تشريفي لحضور مراسيم دينية (حسب ما اكد الضيف نفسه) , فكان الاولى ترك مهمة استقباله لوزير الاوقاف في الاقليم , حتى وان كان مندوبا من قبل رئيس الوزراء العراقي , لا ان يستقبل من قبل رئيس وزراء اقليم كوردستان .

2- التغطية الاعلامية لزيارة الشهرستاني كانت مبالغا بها , اولته اهتماما لا يستحقه , ولا يتناسب مع حجمه ومكانته في قلوب الكوردستانيين .

3- ان اصرار حيدر العبادي على ان ينوب عنه شخص كالشهرستاني هي رسالة غير مطمئنة ولا تتناسب مع افاق العلاقة التي يطمح الاقليم الوصول اليه مع المركز .

خاصة وان منصب الرجل في الحكومة الحالية (كوزير للتعليم العالي) ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد باي حدث او مناسبة دينية ولا بالمشاكل السياسية بين الاقليم والمركز .

4- محاولة حكومة المركز بغداد تبني هكذا مناسبة مهمة يعتبر تسويقا اعلاميا غيرمشروع عبر بوابة حكومة الاقليم التي نجحت في ارساء اسس مجتمع تسامحي تعايشي في كوردستان , عكس ما ارسته حكومة بغداد من مجتمع يرفض الاخر ويقمعه . فمنذ متى كانت حكومة بغداد تهتم بالاخوة المسيحيين ومناسباتهم كي تحضر هذه المناسبة ؟ فقد شهدنا كيف قتل المسيحيون , وهجروا , ونكل بهم من قبل عصابات تشرف عليها الحكومة العراقية نفسها وامام انظارها , دون ان تحرك ساكنا للدفاع عنهم . فكيف يسمح لها اليوم بتنصيع صفحتها امام العالم المتحضر عبر بوابة اقليم كوردستان وعلى حسابه ؟

5- اليس من المخجل بعد تاكيد الشهرستاني على هدف الزيارة التشريفي … ان يصرح مسئول في حكومة كوردستان بان هناك مباحثات سياسية سيتم عقدها مع الضيف ؟ وهل ان موقف الشهرستاني هذا يعطي الامل في ان تكون لاي مباحثات معه طابعا جادا ومثمرا ؟

ان زيارة الشهرستاني للاقليم مرفوضة من قبل الكوردستانيين جملة وتفصيلا حتى وان قبلت حكومة الاقليم باجرائها , وكان الاولى بالعبادي ان ينيب عنه شخصية سياسية معتبرة جديرة بثقة واحترام الطرف الاخر , لا ان يبعث احد اتباع المالكي الذين لا تزال رائحة سياساتهم الفاسدة وازماتهم المنتنة تزكم انوف العراقيين .

@yahoo.com2010Portalin