23 ديسمبر، 2024 7:47 م

الشهداء يكتبون مجدهم بدمائهم

الشهداء يكتبون مجدهم بدمائهم

-1-
هناك فرق كبير بين كتابَتَيْن :

كتابة بالحبر والمداد ،

وكتابة بالدم القاني في ساحات المواجهة الساخنة مع أعداء الله والانسانية …

-2-

والشهداء هم أصحابُ الكتابة بالدم، يُريقونه بسخاء، انتصاراً لرسالتهم وقضاياهم العادلة، ويدافعون عن الارض والعرض والمقدّسات :

الشهداء عالمٌ من المعاني الفاضلة

حياتُهم بموتهم ونِعْمَتِ المعادلة

-3-

وأمتنا المجيدة ذاتُ عطاء متميّز ، وبذل كبير ، على مدى تاريخها الوّضاء، منذ فجر انبثاق الاسلام وحتى اليوم …

ومن الامثلة التاريخية على ذلك موقف (انس بن النضر) الصحابي البطل الشهيد :

روى البخاري في صحيحه عن أنس (رض) قال :

” غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال :

يارسول الله :

غبتُ عن أول قتال قاتَلتَ المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع “

فلما كان يوم أُحد ، وانكشف المسلمون قال :

” اللهم اني اعتذر اليك مما صنع هؤلاء – يعني أصحابه – وابرأ اليك مما صنع هؤلاء – يعني المشركين – ثم تقدّم فاستقبله سعد بن معاذ فقال :

يا سعد بن معاذ

الجنة ورب النضر ،

اني أجد ريحها من دون (أُحد)

قال سعد :

فما استطعت يا رسول الله ما صنع ،

قال أنس :

فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قُتل وقد مَثّل به المشركون ، وما عرفه أحدٌ الاّ اختُه ببنانه ” ..!!

-4-

وأبطال الحشد الشعبي اليوم، يخوضون أشرس المعارك مع الارهابيين التكفيريين، بنفس الروح والزخم والاهداف، وكلُّ واحد منهم أعاد لنا مواقف (انس بن النضر) واضرابه من المجاهدين الخالدين .

-5-

ونحن لا نريد ان نبخس أحداً من الجيش أو الشرطة او أبناء العشائر العراقية الكريمة أو البيشمركة الشجعان حقه، في هذا المقطع الزمني الخطير من تاريخ العراق ،الذي تكاثرت عليه الهجمات الغادرة، والمحن العصيبة لإعاقة نهوضه واستنزاف قوته وموارده، رغبةً من أعدائه في ابقائه مشغولاً بنفسه بعيداً عن استرجاع عافيته ، خدمةً للصهيونية وقوى الظلم التي تواصل تأمرها عليه ، خشية منه

ومن الأدوار الفاعلة التي يمكن أنْ يلعبها في الساحتيْن الدولية والاقليمية، فضلاً عن أنْ يكون العراق واحة للحرية والحضارة والعدل والتعايش السلمي بين جميع مكوناته وطوائفه، وهذا ما يغيظ الاعداء ، ولا يسر المتربصين به الدوائر …

انّ دخول الحشد الشعبي على خط المواجهة الساخنة مع الأوغاد من داعش ، أحبط الكثير من المخططات العدوانية ، وأسهم بشكل فاعل في صيانة البلاد من أيدي المجرمين العابيثين، الذين يزدادون يوماً بعد يوم غلظة وقسوة، وتلكأ وتحجرا واجراما وامعانا في انتهاك الحرمات والحقوق، وكل القيم والأعراف الشرعية والانسانية والقانونية والسياسية والحضارية والاجتماعية والثقافية …

والطامة الكبرى انهم ينسبون انفسهم واعمالهم الى الاسلام وهو برئ منهم ومن ممارساتهم المارقة ..!!

ان المهمة الموكولة لهم خطيرة فظيعة …

انها تتمثل بتشويه صورة الاسلام وحقيقته، واظهاره على انه دين العدوان، لادين العناية الفائقة بالانسان، باعتباره محور الحضارات والاديان …

-6-

انّ الامة التي تشمخ بمحمدها العظيم وبما بَثَّه وزرعه من قيم الانتصار للحق والدفاع عنه، والتوثب لاطفاء جذوة الزيغ والانحراف والباطل بكل صوره واشكاله، أمة حيّة لا تموت، وهي أكبر من كلّ المارقين والمنحرفين ومنصورةٌ عليهم اجمعين .

[email protected]