23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

الشمر بن ذي الجوشن

الشمر بن ذي الجوشن

– شخصية مضطربة.. غامضة.. قلقة.. خلّفت آلاما.. وتركت ندوبا عميقة لا تُمحى في ذاكرة الأمم.. أسس لحزنٍ دائم في وجدان الشعوب.

 

– واليكم حالة.. تكشف هذا القاتل.. واي قتل؟

 

 

– فقد سأل رجل في الحج عبد الله بن عمر بن الخطاب عن دم بعوضة قتلها وهو في شهر محرم؟ أهو حرام ؟

 

 

– فسأله عبد الله من اي البلدان هو.. فقال من العراق.

 

 

 

فصاح عبد الله بن عمر: أنظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة وقد.. قتلوا ابن رسول الله ﷺ ! وسمعتُ رسول الله ﷺ يقول: (إنهما رَيحانتّي من الدنيا).. يعني الحسن والحسين (عليهما السلام).

 

من هو الشمر؟

 

 

– الشمر هو ابن الجوشن بن الاعور بن الضباب بن كلاب.

 

 

– كان يُذكر بالألقاب فقط.. فهو: ابن ذو الجوشن.. يعني ابن من يلبس العباية.

 

 

 

– اختلف الناس فيه؟

 

 

– يقال له: ابن الاعور.. من هو الاعور؟ اختلف الناس فيه ايضاً.

 

 

– ويُقال له أيضا: ابن الضباب؟ ويُقال له الضبابي.. من هو الضبابي هذا؟. لا أحد يدري؟!!

 

 

يعني يصبح عندنا نسب هذا الرجل كالتالي:

 

 

الاسم: شمر.

 

الاب: ابن ذو الجوشن!

 

الجد: ابن الأعور!

 

جد الجد: ابن الضباب!

 

العشيرة: ابن كلاب !

 

وافعا نسب شيلة راس.

 

 

– لماذا هذا الغموض في نسب الرجل؟

 

 

– لعل الرواية التالية تسلط الضوء على بعض جوانب هذا الغموض.

 

– فقد ورد في ج 4 ص492.. عن الشيخ عباس القمي في نفس الصحفة عن كتاب مثالب العرب لابن الكلبي.. ان امرأة ذي الجوشن – يعني أم الشمر – خرجت من جبانة – مقبرة – السبيع إلى جبانة كنده فعطشت في الطريق.. ولاقت راعيا يرعى الغنم فطلبت منه أن يسقيها الماء فأبى ان يعطيها الا بالإصابة منها فمكنته فواقعها الراعي فحملت بشمر.. فأصبح هذا الفعل سُبتة عليه حيث ناداه الحسين عليه السلام يوم عاشوراء: (يا ابن راعية المعزى) كناية عن هذا الفعل. (1)

السيرة والتكوين:

 

– الشمر: كانت سيرته غامضة وذكره سيء.. وكان الناس يعرفونه بأقبح الاسماء حيث كان يُعرف بأنه: (ابن البوال على عقبيه).. كما في رواية زهير بن القين التالية.

 

 

– عندما خاطب زهير اهل الكوفة ووعظهم ناداه الشمر: لقد اضجرتنا بخطابك يا ابن القين.

 

– فقال له زهير: يا ابن البوال على عقبيه.. ما إياك اخاطب.. انما أنت بهيمة.. والله ما اظنك تحكم من كتاب الله آيتين.. فابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.

 

– فالشمر لم يكن يحسن من كتاب الله آيتين؟!

 

– لابل انه لم يكن يحضر الصلاة.. كما يروي ابي إسحاق السبيعي في لسان الميزان لابن حجر ج4 ص259 حيث يقول: (كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي لا يكاد أولاً يحضر الصلاة معنا).

 

– وقول زهير بن القين للشمر بأنه ابن البوال على عقبيه له دلالات غير حميدة عند العرب.

 

 

– ففي قول علي بن ابي طالب (عليه السلام) دلالة لا تخفى على كل عاقل عندما يقول عليه السلام: (لا نقبل قول أعرابي بوال على عقبيه؟).

 

 

– أو قول عمر بن الخطاب: (يا كليب لن احاسبك.. فلا معنى لحساب أعرابي بوال على عقبيه).

 

 

 

– فكانت هذه الكلمة سُبة لكل من تقال له ملازمة له يُعيرونه بها للدلالة على ضعة اصل الرجل وخباثة اصله.

 

 

– والشمر بن ذي الجوشن ليس كما يُشاع عنه من شجاعة كاذبة.. بل كان الرجل في جُبن فاضح وخسة ونذالة تدفعهُ للجرأة على الشرفاء في حالة ضعفهم وليس في حال قوتهم.

 

 

– فعندما كان شمر بن ذي الجوشن يحرّض الجيش على قتل الحسين فمر بأبي الجنوب.. وهو شاك في السلاح فقال له الشمر: أقدم على الحسين وقاتله.. قال أبو الجنوب: وما يمنعك أن تقدم عليه أنت يا شمر؟

 

 

– فقال شمر له: أليَّ تقول ذا؟ قال: وأنت لي تقول ذا؟ فاستبا فقال له أبو الجنوب: وكان شجاعا: والله لهممت أن أخضخض السنان في عينك قال: فانصرف الشمر عنه وقال: والله لان قدرت على أن أضرك لأضررنك.

 

 

– وهذا هو قول الجبناء الذين يتحاشون لقاء الابطال وجها لوجه.. فيتحينون الفرص للإضرار بهم.

 

 

– والشمر كلمة اصلها: شامير.. أو سامر.. تُقلب فتصبح شمر.. وهي من أسماء اليهود.. ولربما يُشير ذلك إلى اصل الشمر اليهودي.. لأن عمر بن الخطاب أيضا موجه له تحت اسم: يا ابن اليهودية.

 

 

– وكان اسم الشمر من أسماء اليهود المعروفة.. والمؤرخون يعرفون ذلك فلا يفوتهم الاشارة إلى ذلك.

 

 

– وقد ذكر ذلك في بعض الروايات كما في الرواية التالية:

 

 

 

– فانطلق علي (عليه السّلام) إلى رجل من اليهود يقال له جار بن الشمر اليهودي.

 

 

– فقال له علي (عليه السّلام): أسلفني ثلاثة أصوع من شعير.. وأعطني جزةً من الصوف تغزلها لك بنت محمد.. فمن خلال هذه الرواية يتبين أن (الشمر) من أساء اليهود.

 

 

– وحتى من كتب في هذا العصر يعرف ذلك.. كما قال أحد الكتاب:

 

 

– فإن شمر العصر هو (موشي ديان).. وإن الشمر الذي كان قبل 1300 عام مات وأتخم موتاً.. فتعرفوا الى شمر هذا العصر.

 

 

 

– ولربما نعرف هدف من يسأل عن كفر الشمر فإنه في النهاية يُريد ان يقول بأن الشمر كان من شيعة علي كما يُشاع عنه هنا وهناك.

 

 

– واقول له بأن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة.. لأن أهل البيت لم يعرفوا امثال هذه النماذج.

 

 

– وحتى لو عرفوها فهذا ليس من العجائب وخصوصاً.. وان الرسول علّم بعض اصحابه اسماء المنافقين في المدينة وكانوا من أصحابه.

 

 

فمثلا كان زهير بن القين.. وهو من افضل اصحاب الحسين (عليه السلام).. كان عثمانيا يبغض أن يجتمع في مسيره مع الامام الحسين عليه السلام.

 

 

– كان زهير رجلاً شريفاً في قومه.. نازلاً فيهم بالكوفة.. شجاعاً.. له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مـشهـودة.. وكان اولاً عـثمانياً.. فحجّ سنة ستين في اهله.. ثمّ عاد فوافق الحسين (عليه السلام) في الطريق.

 

 

– روى ابـو مخنف عن بعض الفزاريين قال: كنّا مع زهير بن القين حين اقبلنا من مكّة نساير الحسين (عليه السلام) فلم يكن شيء ابغـض إلينا مـن ان نسايره فـي منزل.

 

– فإذا سار الحسين (عليه السلام) تخلّف زهير.. وإذا نزل الحسين تقدّم زهير.. فهداه اللّه.. وانتقل زهير علوياً.. وقاتل بين يدي الحسين حتى قُتل.

 

 

– فليس من العجب ان ينقلب من كان مع علي إلى بغضه.

 

 

الشمر.. بعيد عن اهل البيت (عليهم السلام):

 

 

– كان الشمر بن ذي الجوشن بعيداً عن أهل البيت (عليهم السلام).. ولم تكن له مخالطة معهم.

 

 

– فالحسين (عليه السلام) عندما قال: الشمر أبشر بالنار سأله من أنت؟.

 

– فقال أنا شمر.. وهذا دليل على عدم معرفته المسبقة به.. فكيف يكون من اصحاب الامام علي (عليه السلام).

 

الشمر: قاتل الحسين.. بمعرفة تامة.. مع سبق الاصرار

 

 

– الشمر بن ذي الجوشن الضبابي.. كان يعلم ذلك أيضاً.. لان حينما رجع الى يزيد.. وهو حاملاً رأس الحسين (عليه السلام طلب الجائزة).. وقال مفتخراً:

 

– إملأ ركابي فضة أو ذهبـاً * قتلتُ خـير الناس أما وأباً.

 

– اني قـتلتُ السيد المهذبا * وخيـرهم جداً وأعلا نسباً.

 

 

– طغته بـالرمح حـتى انقـلبا * ضربته بالسيف ضرباً عجباً. (2)

 

 

– فمن يعترف بأنه قتل خير الناس أما وأبا وخيرهم جدا وأعلا نسبا.. يقتله طمعاً في حطام الدنيا ماذا يُقال له؟

 

 

– قال تعالى في كتابه العزيز: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤهُ جنهمُ خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنهُ وأعد له عذابا عظيما).. (5)

 

 

قائمة قتلى معركة كربلاء

 

 

– لم تتفق المصادر التاريخية حول عدد القتلى من جانب الحسين.. وأنها تذكر أرقاماً مختلفة تراوحت بين 72 إلى 155 أو أقل أو أكثر.

 

– كما أسماء أولئك القتلى تناثرت بين صفحات المصادر على اختلافها.

 

– لكن بالنظرة الأولية يمكن تقسيم القتلى إلى فئتين: الأنصار وبني هاشم.

 

– كما تُقسّم الأنصار إلى الصحابة والتابعين أو أصحاب علي بن أبي طالب.. وأصحاب الحسن بن علي.

 

 

 

1.1 أبناء علي بن أبي طالب وأحفاده

1.1.1 أبناء الحسن بن علي

1.1.2 أبناء الحسين بن علي
1.2 أبناء جعفر بن أبي طالب
1.3 أبناء عقيل بن أبي طالب وأحفاده
2 الأنصار
4 مراجع

قتلى بني هاشم من آل أبي طالب

أجمعت الروايات على أن عدد القتلى من آل أبي طالب في معركة كربلاء ما عدا الحسين، يتراوح بين 17 شخصا على الأقل و27 شخصا على الأكثر.

 

– وهم من أولاد وأحفاد علي بن أبي طالب.. وعقيل بن أبي طالب.. وجعفر بن أبي طالب.

– فهناك بعض الأسماء المختلف فيها.

 

– تشمل زيارة الناحية المقدسة على أسماء سبعة عشر رجلا من القتلى من بني هاشم وهي موافقة لرواية الشيخ المفيد.

 

– ومن المشهور أن مقتلهم كان بعد مقتل الأنصار.

أبناء علي بن أبي طالب وأحفاده

 

– هناك اختلاف بين المؤرّخين حول عدد أولاد علي بن أبي طالب الذين قتلوا في معركة كربلاء.. فعن الشيخ المفيد والشيخ الطبري أنهم كانوا خمسة ما عدا الحسين.. فهم:

 

الحسين بن علي

 

العباس بن علي بن ابي طالب.

وهو آخر من قتل من إخوة الحسين.

 

– عبدالله بن علي: أمه أم البنين وهو الأخ الشقيق للعباس بن علي.

 

– عثمان بن علي: وهو الأخ الشقيق للعباس بن علي.

 

– جعفر بن علي: وهو الأخ الشقيق للعباس بن علي.

 

– أبو بكر بن علي: وأمّه ليلى‌ بنت مسعود بن خالد.. وهو أول من قتل من اخوة الحسين في الواقعة.

 

– ويروى عن آخرين أنه أربعة أخرى من أبناء علي بن ابي طالب أيضاً كانوا في الواقعة.. وهم:

 

– إبراهيم بن علي

 

– القاسم بن علي.

 

– عمر بن علي.

– محمد الأصغر بن علي.

 

– عبد الله الأصغر بن علي.

 

أبناء الحسن بن علي:

 

أوردت أغلب المصادر أنه ثلاثة من أبناء الحسن بن علي قتلوا في كربلاء، وهم:

– القاسم بن الحسن: أمه أم ولد ويُقال أن اسمها رملة. وكان القاسم غلام لم يبلغ الحلم. أبى الحسين أن يأذن له للقتال لصغره، فلم يزل القاسم يقبل يديه ورجليه ويسأله الإذن حتى أذن له.

– أبو بكر بن الحسن: وهو أخو القاسم بن الحسن لأبيه وأُمّه.

 

– عبد الله بن الحسن كان عبد اللّه غلاماً له من العمر إحدى عشرة سنة.. عندما رأى محاصرة عمه الحسين من قبل الأعداء توجه اليه والتحق به فقتل هناك.

 

أبناء الحسين بن علي:

 

– علي الأكبر: أمه ليلى بنت أبي مرة الثقفي.. وهو أول من قتل من بني هاشم.

 

– عبد الله الرضيع: المعروف بعلي الأصغر.. أمه الرباب بنت امرئ القيس.. وهو أصغر شهيد بين شهداء كربلاء.

 

 

أبناء جعفر بن أبي طالب:

 

– عون بن عبد الله بن جعفر: أمه زينب بنت علي بن أبي طالب.

 

_ محمد بن عبدالله بن جعفر: تتحدث بعض المصادر على أنّ أمّه هي زينب بنت علي.

 

– وهناك روايات تقول بأن أمّه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف.

 

أبناء عقيل بن أبي طالب وأحفاده:

 

– جعفر بن عقيل: امّه الحوصاء بنت عمرو المعروف بالثغر العامري.

 

 

– عبد الرحمن بن عقيل: وامّه أم ولد.

 

– عبد الله بن مسلم بن عقيل: أمّه رقيّة بنت علي بن أبي طالب.

 

– محمد بن مسلم بن عقيل: وأمّه أم ولد.

 

 

 

الأنصار

 

– إنّ الأخبار التاريخيّة حول عدّة أنصار الإمام الحسين في يوم عاشوراء غير متفقة.. نقل بعض المؤرّخين بأنّ عددهم كان 89 شخصا.

 

– وروى اليعقوبي أنّ عددهم بلغ 62 أو 72 رجلاً.. وروى ابن شهر آشوب بأن عددهم كان في كربلاء 82 رجلاً.. ونقل ابن أبار البلنسي أنّهم تجاوزوا 70 شخصاً.

 

– كما هناك أرقام أخرى ذكرت في بعض الكتب من قبيل: 87 شخصاً، 100 شخصاً، 145 شخصاً، و…. غيرها. والمشهور من بين الاقوال كونهم 72 شهيداً.. باعتبار قِدَمِ هذا القول ووثاقة مصادره وكثرة الناقلين له.

 

– لكن بلغ عدد أسماء الشهداء التي وردت في زيارة الناحية المقدسة.. وفي المصادر القديمية كرجال الشيخ الطوسي أو رجال الطبري 82 شخصاً.

_________________

 

هوامش:

 

1- على طريقة تزوير الحقائق.. فقد اختلقوا روايات مفادها ان الشمر هو اخ لإم البنين.. وهذه طريقة من قبل الخط الأموي لوضع نسب للشمر لأنه اسدى خدمات جليلة لهم في واقعة كربلاء.. لذلك قيل بأن الشمر اقرباء العباس.. وهو من قبيلة بني كلاب.. وبما أن زوجة الامام علي عليه السلام ام البنين كلابية ايضا.. فهذا يعني عند العرب بأن الشمر والعباس بينهم خوله.. يعني خوال.. لذلك حسب رواياتهم فإن الشمر نادى العباس قال: اين ابناء اختنا.. وهذا طبعا غير صحيح وغير ثابت تاريخيا.

 

2- يُنسب هذا الشعر إلى اثنين خولي بن يزيد وشمر بن ذي الجوشن كما في الفصول المهمة في معرفة الأئمة – ابن الصباغ – ج ٢ – الصفحة ٨٢٩ وكذلك : ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 2 : 424 .

 

3- لسان الميزان لابن حجر ج16 ص 105.

4- نفس المصدر السابق ج4 ص259.

 

5- سورة النساء آية : 93.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الذهبي – تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

المجلد الخامس ( سنة 61 – 80 ) – الطبقة السابعة.

ذكر أهل هذه الطبقة – حرف الشين – 52 – شمر بن ذي الجوشن.

 

 

ابن سعد – الطبقات الكبرى – متمم الصحابة – الطبقة الخامسة.

8 – الحسين بن علي – مقتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما وسلامه.

 

وصول خبر مقتل الحسين (ع) إلى ابن عباس

 

الجزء: ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 499 )

 

459 – قال : أخبرنا : مالك بن اسماعيل.. قال: حدثني : الهيثم بن الخطاب النهدي.. قال: سمعت أبا إسحاق السبيعي ، يقول: كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي لا يكاد أولا يحضر الصلاة معنا.. فيجيء بعد الصلاة فيصلي.. ثم يقول: اللهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام ، قال : فقلت له : إنك لسيء الرأي يوم تسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله ﷺ قال: دعنا منك يا أبا إسحاق ، فلو كنا كما تقول وأصحابك كنا شرا من الحمير السقاءات.