وهذا المثل يضرب حين تتكاثر المصائب والمحن، وتنصب الويلات، فلا يجد الوطن او الانسان شيئا يتدبر به امره، والشك هو التمزق الذي يحصل في الثوب، اما الركعه فهي قطعة من القماش يرتق منها مايتمزق من الثياب، ويقول الشاعر تعبيرا عن كثرة المشاكل:
تكاثرت الظباء على خراش…. فما يدري خراش ما يصيدُ
والمعنى ان الامور ربما تفلت من يد الانسان، لعظمها وثقلها وضخامتها، فلا يستطيع معالجتها مهما اوتي من حيلة وفي هذا يقول الشاعر:
ما للرجال مع القضاء محالة…. ذهب القضاء بحيلة الاقوامِ
ومحالة تعني الحيلة، وهذا البيت تمثل به ابو مسلم الخراساني، عندما استدعاه المنصور، وكان ابو مسلم في خراسان، والمنصور في المدائن، فلم يجد لديه من الحيلة والدهاء مايدفع به القدر عن نفسه، فسار الى حتفه، ولقي مصرعه.
كل هذه المقدمة تتعلق بوزارة التربية، التي تحاول ارجاع الامور كما كانت، لكنها في النتيجة تبرك في مستنقع لا اول له ولا آخر ، تمارس الضغط على المعلم والمدرس، وتضع المشرفين المتعجرفين، من السيئين والجيدين، وفي النهاية تعطي قرارا يساوي بين الرديء والجيد من الطلاب، وتقضي على مستقبل الاقلية التي فعلا تصلح للدراسة من اجل الاكثرية الجاهلة والتي تتصور ان الدراسة لعب، فتساعدهم وزارة التربية وتركز تصور ان الدراسة كلاوات برؤوسهم.
المدير والمشرف هما من اسس للفساد في المدارس، وحين تجد ان مديرا متشددا مع المعلمين والمدرسين فاعلم ان الامر فيه خيانة، فالمدير اداة بيد المشرف الذي يبتزه في كل حين والمدير يعود الى الطلاب وهكذا. فسد الوطن وانتهى كل شيء ياوزارة التربية، وانتم من اسهم بهذا، لقد وضعتم في كلية الطب من لايستحق ان ينجح لا ان يكون طبيبا.
لقد اصبح المعلم والمدرس في قناعة تامة ان الدراسة كلاوات في العراق، وهذا مايمارسه المشرفون، والكلاوات واضحة في ذهاب طلاب الابتدائي الى العطلة الصيفية، لكن المعلم والمعلمة بحسب قانون المشرف الذي وضعته الوزارة يجب ان
يتواجدوا في المدارس التي لايسكنها الا الحراس الليليين وعوائلهم والحراس الامنيين، للسوالف ربما، مع خطورة عودة الوضع الامني السيىء وقتل النساء الذي انتشر مؤخرا في بغداد، يقتلون النساء واول مايتبادر الى الذهن انها قضية شرف، لكن الامر ليس بهذه الصورة، انها الفوضى التي ابتدأت بقتل رجال المرور في عام 2004، ولم تنتهِ حتى الآن، والاخ يأمر مديرة المدرسة ان يكون الدوام منتظما ويوميا، هذا المشرف ووزارته لايعلمان الى اين وصلت الاحوال في العراق، حتى غدا الجاهل يقترح ايقاف مرتبات المعلمين في العطلة الصيفية.
والمديرة من جهتها تلتزم بالامر حرفيا، فتكون معاناة المرأة من جهتين، الدولة المهترئة والتي لاتجد حيلة لنفسها في معالجة الامور وحفظ الامن، والاشخاص المتعجرفون من الذين يريدون ان يبنوا لهم مجدا في زمن لايصلح لبناء الامجاد، هذا يجري وسط غياب للسلطة والقانون والنظام والاخلاق، تستيقظ صباحا تجد باب بيتك وقد اصبح حاوية للنفايات، فتسأل عن الامر ويأتي الجواب،( دير بالك لاتحجي ويّه هذا، تره هذا منتمي لفلان جهة)، او ربما كان الجواب اخف وطأة، فلان يمتلك عشيرة قوية ، ربما احرقوا بيتك، او اجلسوك لتدفع الفصل ( الراشدي بعشرة ملايين)، ومن منكم لم يسمع بعودة الفصليات، في البصرة، فصلت احدى العشائر ثلاث نساء فصليات، ونلوم داعش انه يبيع الايزيديات، ونحن نبيع نساءنا ( تره الشك جبير والركعه ازغيْرهْ).