23 ديسمبر، 2024 3:51 ص

قبل ستة وثلاثين عاما خلتْ اندلعتْ حربُ الثماني سنوات
هذا هو التاريخ الذي تتذكر فيه الجارة المسلمة بدء الحرب، وإن كان العراق يعدّ بدايتها قبل هذا التاريخ بثمانية عشر يوما.
أذكر أنني كنتُ في السوق مع والدي قبل هذا اليوم بأيام. شاهدنا عائلة بدا عليها أنّها غريبة على بعقوبة. سألناهم فتبين أنّهم من خانقين. قالوا بأن القصف أجبرهم على النزوح وترك منازلهم.
وبغضّ النظر عن أن الحرب بدأتْ يوم 4 أيلول أم 22 أيلول فإنّ الواضح هو أنّ الثورة الإيرانية لم تكن للخزن الداخلي والاستهلاك المحلّي، بل كانت للتصدير. وهو ما لم يكفّ قادتها على ترديده منذ الأيام الأولى لقيامها.
في حالة الإنسان الفرد كما في حالة الأنظمة والحركات، هناك سلوكٌ يطمحُ إلى التغيير السلمي المتدرج الذي ينتهج أسلوب ” بالتي هي أحسن ” واللا إكراه بل الإقناع وإعطاء النموذج والأسوة الحسنة.
وهناك في المقابل الأسلوب الذي يسيرُ على نهج الانقلاب والتغيير بالقوة وفرض الذات والرأي على الآخرين.
وقد يكون دعاة هذا الرأي محقين في نهجهم صادقين في ما يختطون من منهج. ولكن ماذا عن الآخرين من ” الطغاة ” و ” البغاة “؟ هل سيسكتون على ضيم؟ هل سيقبلون بما يبشّر به أعداؤهم؟ هل الطريق إلى القدس يمرّ فعلا بكربلاء أو بغداد؟
ليس من حقّ أيّ منتشٍ بنصر داخلي أو بإنجاز شخصي أن تصعد حميّا النجاح الانتصار في رأسه ليضرب يمينا وشمالا، وليكون قيّما على العالم.
هذا ما حدث لإيران
وهذا هو ما حدث لصدام حسين بعد الانتصار على إيران.
الحكمة والتعقل مطلوب في كلّ آن وزمان
وإلا فالثمن هو ما نراه.
الفرد الناجح الحقيقي
والبلد المتطور الحقيقي
هو من يعمل وينجز وينفع بلا ” شوشرة ” ولا مشاكل ولا إعلان
وإلا فهو ” شقاوة شارع ” و ” قرچ محلّة “.