23 ديسمبر، 2024 3:00 ص

الشفاء من إيران أولاً

الشفاء من إيران أولاً

1 ــ حتى نقول للأخرين ــ لا ــ يجب ألشفاء من عضال إيران أولاً, ليس مهماً ان يكون للبعض, ميلاً لأمريكا والبعض الأخر لأيران, شرط ان لا يأخذ شكل التبعية, الأهم الأنطلاق من ارضية المصالح الوطنية, قبلها يجب التفكير, هل يمكن ان تكون لنا, ردة فعل يحترمها الأخر, ونحن لا نملك دولة ذات سيادة, ولا حكومة تحترم شعبها, اطرافها تتحاصص الثروات والسلطات, وتؤدب المواطن بالذخيرة الحية, إن طالب بالحد الأدنى من حقوقه, في هكذا وضع, مالذي سينفعنا لو اختلفنا وتشظينا, بين الولاء لهذا او ذاك, في حالة من التحامل والكراهية لبعضنا, مغموسة بأحط حالات التسقيط, انا مثل بعضهم لا اثق بأمريكا, لنا معها تجارب تاريخية مريرة, لكن يجب ان لا نجعل من الأمر كراهية عمياء غير واعية, لا نعرف ماذا ينفعنا منها وماذا سيضرنا, وتُنسينا ان ايران تفترس احشاء العراق, وبدون الشفاء منها, لا يمكن له ان يرفع اصبعه بوجه اطماع الأخرين, ولن تكن له مصالح, كلتا الدولتين كحقيقتين, لا خيار لنا الا ان نتعامل معهما, وهنا سؤال يلزمنا التقارب حوله, قبل الأجابة عليه, ما العمل وما المشتركات التي تجمعنا الى بعضنا, لنصلح داخلنا كي يحترم مصالحنا الأخرون؟؟.

2 ــ هل سنبدأ من ماض اصبح خارج الخدمة, ونبني مواقفنا على رمال ايديولوجيات, كانت اسباب لانتكاساتنا, ونبقى راكدين في سكينة العادة, والحراك الكوني وحتى الوطني, يغادرنا ولا وقت له لعبثية الأنتظار, لتكن لنا مصالح وطنية, الى جانب مصالح الأخرين, قبلها يكون لنا وطن ودولة ذات سيادة, ومجتمع وطني تولد عنه حكومة وطنية, تمثل شعبها ويمثلها, ومن قوة التماسك والوحدة الوطنية, نستطيع ان نقول للأخر نعم ونقول له لا, ثم نستطيع ان نتبادل معه المصالح, ونميز بين من ينفعنا ومن يضرنا, بين من يكتفي بتبادل المصالح, وبين من يريد اختراقنا, ليمرر على ظهورنا اطماعه ثم يكسرها, فالعالم قد تغير والمصالح قد تغيرت, وعلينا ايضاً ان نتحرر من ماضٍ لا ضرورة له, نحرك راكدنا ونغير ما فينا, كي نرى خارجنا اوضح, ولا مصداقية لمن يدعي مكافحة امريكا, من متراس الولاء لإيران, والعكس ايضاً صحيح.

3 ــ كل شيء على الأرض يتغير, الدول والمجتمعات والعلاقات والمصالح, حتى العلاقة بين الله والأنسان تتغير, في العراق بشكل خاص, اصبحت المتغيرات ساخنة حادة, والأحتمالات تدق ابواب المجتمع العراقي, الأنتفاضة الملتهبة في ساحات الجنوب والوسط, قفزة عملاقة في مسافة المتغيرات العراقية, وقطع حاد بين جيل قديم راكد, منغلق على ايديولوجيات لا يصلح علفها للهضم, وبين جيل جديد منفتح على خارجه, يتغير من داخله, لماذا لا يحاول الجيل القديم ان يتحرر من غروره وانانيته, ومن ايديولوجيات لا تتنفس, واحزاب نست نفسها على هامش الترقب السلبي, وانتظار المكاسب المجانية, تجتر ماض مقيم فيها, حتى تهجن يسارها داخل يمينها, في نموذج جديد للسلفية, ومن طرف لسانها تطلق برامجها العمياء, خذلت دماء الأنتفاضة وشهدائها, بعضها وقف منها متفرجاً شامتاً, والأخر سلط عليها قسوة التسقيط وبذاءة الأشاعات, والأخر تسلق موجتها للألتفاف عليها واعاقتها, مرّ الجميع والمنتفضون على ارضية اهدافهم الوطنية ثابتون.

4 ـــ العالم من حولنا يتغير وسيتغير اكثر, وواقعنا الشبابي يتغير ايضاً, لماذا نحن جيل الأنتكاسات والتبعية, وقد خسرنا انفسنا والوطن, لا نحاول ان نخرج, من جوف محارة ايديولوجياتنا, لنرى العالم من حولنا ومعه واقعنا العراقي, الذي تموج فيه ساحات التحرير, وبدلاً من اجترار الوقت والطاقات, في عبثية الترقب والتحايل, علينا ان نتواضع لنتأمل, انتفاضة الأول من تشرين (2019), ولماذا قطعت صلتها بماضينا المعاق, يقودها جيل “يريد وطن” منفتحاً على خارجه, وبوعي وارادة وثقة بالنفس, يمد كف المصالح الوطنية, ليصافح مصالح الأخرين, ينشد التعايش والمنافع وحسن العلاقات معها, ويرفض الأختراقات الضارة, سليماً من عاهات التأدلج, وخلفيات الشلل القديم, بسيطاً نقياً متسامحاً واعياً “يريد وطن”, سيستعيده حتى ولو كانت دماءه ثمن.