سواءً كانت هنالك علاقة ما لزيارة رئيس البرلمان ونائبي رئيس الجمهورية للسيد مسعود البرزاني , أم لم يكن لها من تأثير ” لا فرق ” , فأنّ تأكيد وتشديد رئيس الأقليم ” في الأيام القليلة الأخيرة ” على ضرورة الشروع بأجراء حوار مع الحكومة المركزية في بغداد , على أن يتزامن ذلك برفع فوري للعقوبات المفروضة على الأقليم .! , فلا ريب اطلاقاً أنّ أيّ امرءٍ عاقلٍ او نصف عاقلٍ لا يتقبّل مثل هذا الكلام .!
تصريحُ رئيس الأقليم هذا له ما له من دلالاتٍ , ولعلّ اقلّها هو الأحساس الداخلي للسيد البرزاني بالشعور بالذنب لما تسبّب به للشعب الكردي من أذى جرّاء الأستفتاء , ولا نزعم ولا ندّعي أنّ هذا التصريح يمثّل ضيق الأفق وقُصر النظر السياسي , كما ربما يقصد رئيس الأقليم من وراء ذلك دغدغةً ومداعبةً اخرى للجمهور الكردستاني من الزاوية الأقتصادية ! بعدَ الفشل النسبي في إثارة النعرة العِرقية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي .
ومن غير المستبعدِ بتاتاً محاولة السيد مسعود القفز ” بدون مظلّةٍ ” على الخلافات المستحدثة داخل قيادات حزبه ومع الأحزاب والتنظيمات الأخرى جرّاء ما جرى ويجري الآن وحتى لاحقاً .
لا نبتغي هنا استباق تطوّرات ومجريات الأحداث ومضاعفاتها مع قيادة الأقليم , إنّما نبغي فقط دعوة بعض القيادات الكردية الفاضلة أن لا تغدو تصريحاتهم مصحوبةً بنغمةٍ انفعالية , وكذلك للقيادات في بغداد ايضاً , فأولى خطوات الحل هي التحكّم بالأعصاب وعدم الأنجرار لحرب الأعصاب .!