18 ديسمبر، 2024 6:19 م

الشعوب متكاتفة والكراسي متخالفة!!

الشعوب متكاتفة والكراسي متخالفة!!

جماهير الأمة إرادتها متظافرة , والكراسي القابضة على مصيرها إرادتها متنافرة ومتصارعة , فكل كرسي يسعى لتدمير الآخر وتمرير إرادة كفيله.
الشعب العربي يتظاهر متكاتفا مع الشعب الفلسطيني في غزة , والكراسي يقال أنها تعمل بصمت وتريد أن توقف مجزرة القرن وتمنع تفريغ القطاع من البشر.
لكن الخطة المؤيَّدة من القوى الكبرى أعطت الضوء الأخضر لتنفيذها , والعمل يجري على إنجازها في الوقت المناسب وبأقسى وأفظع الأساليب , لأن التوصيف الذي ظهر يعني إستحقاقا أكثر من الموت.
ترى هل ستنفع أصوات الحناجر أمام أصوات الإنفجارات؟
أثبتت الأحداث في دول الأمة أن التظاهرات لا فائدة كبيرة ترتجى منها مهما كانت صادقة وأصيلة , لأنها يمكن إخمادها بأساليب متنوعة , وقتل الآلاف بدم بارد , وإلقاء اللوم على طرف ثالث أو مجهول.
المظاهرات في هذا الوقت لسان حال الأمة وصوت ضميرها ومرآة جوهرها , غير أنها مقبوض عليها من قبل الكراسي فإرادتها هي العليا.
أما إرادة الجماهير فهي كاللهيب الذي يتم إخماده بآلة إطفاء الحرائق وكما تشتهي الكراسي؟
اليوم 13\10\2023 نزل أبناء الأمة في عدد من دولها إلى الشوارع والميادين , لمنع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة , وما أوقفت المظاهرات غارة واحدة , ولا حركت ضمير الدول الكبرى , المصرة على حق هذه القوة أن تسحق وجود الفلسطينين وتمحقهم , والكراسي تمارس التعقل والهدوء وتمعن بالتفرج والترقب , حتى كراسي الضفة الغربية تبدو وكأن الأمر لا يعنيها , وأبناء الشعب يبادون كأنهم ليسوا بشرا.
المساندة الحقيقية أن تقف الكراسي وقفة رجل واحد , وتتحدى وتناصر بالفعل المقدام , لا أن تمعن بالخطابات , والكلام الخالي من الفعل الجاد الوثوب.
فالقوة لا تردعها غير القوة , والقوة لا تهمها التظاهرات والأصوات المنددة والمستنكرة , القوة تريد قوة تواجهها.
فلا يفل الحديد إلا الحديد!!
د-صادق السامرائي