18 ديسمبر، 2024 6:05 م

مهما أصاب الشعوب من الخسران والإمتهان , فستلد جوهرها الذي يعبّر عنه فرد ما تجود به الأقدار ليعيدها إلى صدق مسارها , ويحقق دورها ويعلي قيمتها.
ولا يوجد شعب لم يمر بمراحل عسيرة , وصعوبات مريرة , وعلى حين غرة ينهض قائد يمثل جوهره.
والأمثلة متكررة في العصور الغابرة والحاضرة , وفي دول أمتنا تكررت الحالة , وفي الدول الأوربية , والعديد من دول العالم الأخرى.
والقائلون بأن دول الأمة تسعى إلى حيث الإنحماق في وهم كبير , فلكل دولة طاقات واعدة وولادات قائدة معبرة عن جوهر حالة ذات كيان مكين.
وإن غاب القادة الأفذاذ في فترة ما , فسيعودون وسيستردون وجود الأمة , وسينطلقون بها إلى مصاف الإقتدار الفائق.
إن الشعوب تلد قادتها المعبرين عن ذاتها , وموضوعها , ولا يوجد شعب عقيم فوق التراب.
ووفقا لما تقدم فأن الأمل كبير والتفاؤل عظيم , بأن الأمة ستنجب الذين يعبرون عنها بإقتدار واضح وفعل صريح.
فالذي تمر به بعض دول الأمة حالة طارئة لن تدوم , وستنهض فيها طاقات وقوى متوافقة مع شأنها وذاتها الحضارية الخالدة.
إن اليائسين البائسين عليهم الإبتعاد عن دروب الحياة , فتيار الأجيال الواعد يمتلك طاقات الإنطلاق الكبرى في ميادين الرجاء.
وهكذا فالأمة بخير , رغم ما يُراد لها أن تبدو بعيون الأجيال على أنها عاجزة , وتابعة وقابعة في أحضان الأقوياء.
الأمة بخير وإن كره الكارهون , وحرّف المحرفون , وأحرق المحترقون , وفسد الفاسدون , وجار الظالمون.
الأمة ستولد من رحم الأجيال المتوافدة المتوقدة الغنية بالطاقات الأصيلة.