بعد إعفاء وزيرة الخارجية الليبية جراء المظاهرات والتمردات الشعبية ، على خلفية اجتماعها بوزير الخارجية الإسرائيلي ، جرت انتقادات إسرائيلية شديدة لوزير الخارجية ولرئيس الوزراء نتنياهو على خلفية ذات الاجتماع الذي أثار ما هو كامن لدى المواطن العربي اينما كان وفي كل البلدان العربية مما شكل صفعة على وجوه الحكام المطبعين مع إسرائيل أو على وجه من يحاول جس النبض من أجل التطبيع .
أن فتور العلاقات الإسرائيلية المصرية على سبيل المثال ولأجال طويلة هو فتور ناتج عن رفض المواطن المصري للتطبيع أو الانفتاح على إسرائيل والحالة أكثر شدة في الاردن ، والسبب لا يكمن فقط في عملية التطبيع ، بل السبب هو أن إسرائيل منذ معاهدة السادات في كامب ديفيد ، تخلت بوقاحة عن فكرة إنشاء الدولة الفلسطينية بموجب القرارات الدولية القائمة على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، كما أن إسرائيل تمادت بالتوسع في الضفة الغربية بإقامة المستوطنات اليهودية وفقا لقانون يهودية دولة إسرائيل .
أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كفعل توسعي تحميه القوات الإسرائيلية وكرد فعل فلسطيني تحميه الفصائل الفلسطينية ، بدأ اليوم يأخذ أبعادا جديدة منها المقاومة المنظمة أو ردود الأفعال للشباب الفلسطيني والذي تمثل مؤخرا بالطعن أو الدهس أو المقابلة بالسلاح ، وهي أمور لم يعد لإسرائيل القدرة على إيقافها مما دفع بالولايات المتحدة على رفض أساليب القمع وطالبت نتنياهو بالتوقف عن بناء المستعمرات الجديدة ، وان التوقعات تشير ربما إلى قيام حرب شاملة من القطاع ومن الجنوب اللبناني ومن أحشاء الضفة الغربية .
أن إسرائيل لم تعد تفهم ولم تفهم سابقا أن الشعب الفلسطيني بعد دراسة المختصين ليس له حدود في المقاومة وهو يختلف عن كثير من الشعوب ذلك أن الأجيال السابقة تحقن الأجيال اللاحقة بدم المقاومة والحقد على الاحتلال ، وعلى إسرائيل أن تفهم أنها سوف لن تذوق الاستقرار ما دامت نواياها الاستيطان وتعطيل قيام دولة لشعب لا يعرف الاستكانة وخيبة الامل ، وأنه شعب لم يعد ينظر إلى التطبيع إلا من زاوية خيانة لقضية إنسانية قبل أن تكون عربية …..