22 ديسمبر، 2024 11:52 م

مجتمعاتنا مختصرة ومعظمها أصفار على يسار رقم مستبد ومستعبَد من قبل الطامعين بالأمة , فلا يوجد شعب بالمفهوم المتعارف عليه , ولا إنتخابات حقيقية يعبر فيها الناخب عن خياره الحر , وإنما يدلي بصوت سيده الذي يمتلكه.
فالناخبون معدودون ويمثلون أفرادا تسلطوا على مصيرهم وقبضوا على أعناقهم , ويعدّون أنفاسهم , فلماذا لا نكون صريحين ونخجل من أنفسنا عندما نتحدث عن ديمقراطية وإنتخابات وغيرها من الإدعاءات , والفساد ينخرنا , والظلم يفتك بنا , والمتاجرون بالدين يتسلطون ويغنمون كما يشاؤون , والناس تتضور من القهر والحرمان من أبسط الحاجات الإنسانية.
الحديث عن الديمقراطية تمويه على الخطايا والجرائم والآثام , ففقه العمامة والعصابة هو الفاعل في حياتنا , والكراسي دمى تنفذ الأوامر الصادرة من أوكار العمائم الحاكمة بأمر ربها.
فما يتحقق هو ذروة الإستبداد والطغيان والعدوان على حقوق الإنسان , والقوى الكبرى تتفرج ولا يعنيها الأمر , ما دام كل شيئ لصالحها يسير على مايرام , وتحسبه إرادة شعب , فمصالحها مأمونة وأهدافها مضمونة.
وتلك قوانين الغاب الفاعلة ما بين الأمم والشعوب , والعتب ليس على الغالب بل المغلوب , الذي يستهين بمصالحه ويعمل على تنفيذ أجندات الطامعين به وببلاده , فالغالب يغلب بتعاون عناصر الهدف مع آلته المتحركة نحوه.
كان المفترسون في القرن العشرين يختصرون الشعب بشخص واحد يسيِّرونه على مرامهم , وفي القرن الحادي والعشرين صار إختصاره ببضعة أفراد يحقق إستثمارا أربح ودمارا أفدح , لأنه يفرّقه ويحوله إلى طاقة تدمير ذاتي لا تنضب.
وهكذا هي أحوال بعض شعوب المنطقة التي تعاني من الثبور والحرمان من أدوات الحياة اللائقة بالبشر.
فلا تحدثوننا عن الديمقراطية والإنتخابات والملايين مختصرة بعمامة لا يحيد عن مراميها أحد!!
فالويل لهكذا شعوب من الإنتخابات!!