18 ديسمبر، 2024 10:12 م

الشعوب العربية بين الفقر والحسد..

الشعوب العربية بين الفقر والحسد..

نحن ابناء الشعوب العربية وخاصة تلك الشعوب الذين تمتلك بلدانهم النفط والغاز والمعادن الثمينة الاخرى فانهم يعيشون محسودين في كل شيء. وهنا اتكلم عن الواقع الذي اعيشه منذ طفولتي في بلدي العراق…
في هذا البلد الذي بنيت على ارضه الحضارات القديمة..
نعم نحن شعب كتب الله لنا ان تكون في ارضنا كل كنوز الدنيا وخيراتها وتجد كل دول العالم ينظرون الينا باننا سادات واسياد بفضل هذه الثروات ولكن الواقع يتكلم العكس تماماً فنحن نعيش حياة الفقر  بكل معانيها كوننا نعاني من نقص شديد في الخدمات واولها القطاع الصحي والتربوي…
اليوم وبعد سيطرة  القطب الامريكي الواحد في العالم والتغيير الحكومي الذي نال غلب دولنا العربية تحت مسميات الربيع العربي واولها التغيير الذي حصل في العراق واحتلال بلادنا اصبحنا محسودون ايضاً على الديمقراطية الأمريكية الجديدة المزيفة والتي لا تمت لاي ديمقراطية بصلة لان كل شيء بني على باطل فهو باطل..
وحتى اخواننا وابناءنا في غربتهم وحياتهم في المهجر  محسودون عندما يعرضون صور الثلوج والارض الخضراء في اوروبا والدول الاخرى التي هاجروا اليها فيحسدونهم  على ما هم فيه وهم لا يشعرون بأوجاعهم وآلامهم التي يعيشونها بعيدا عن اهلهم واصدقائهم  واوطانهم…
كنا في سبعينات القرن الماضي وفي بداية عصر النهضة الصناعية واكتشاف آبار البترول في البلاد وعندما نلتقي بالعمال الاجانب لشركات التنقيب كانوا مندهشين متعجبين من نظامنا الاجتماعي وخاصة عندما يشاهدون النظام العشائري  والعادات والتقاليد كانوا  يحسدوننا على الاحتشام بملابس نسائنا ولذلك قالوا عنا متخلفين ومناهضين لحقوق المرأة ويبدوا لي اليوم اننا اكثر ثقافة ولكن في القشور فقط فالنساء في مجتمعاتنا اصبحت تعشق التعري والملابس الجذابة لانتباه الرجال..
كل شيء تغير واصبحنا من عشاق اللاشيء بعد ان كنا نمتلك كل شيء…
تغيرت اسماءنا فاصبحنا نقلد الاشياء كالببغاء في اغلب مفاصل الحياة وغيرنا الكثير من التقاليد التي كانت تفرض نفسها على الواقع وتناسينا العديد من المناسبات التي كنا نعيشها واصبح الجيل الجديد اليوم  يعيش حياة اللامبالاة فتجد الشباب يتكلمون فيما بينهم  بمصطلحات عجيبة وغريبة وكانه يعيش في دولة اوربية…
ويبقى السؤال ياترى من هو المسؤول عن هذا التغيير وهل مازال الناس يحسدوننا على مانحن فيه… اما انها مجرد اوهام كاتب في داخله روح تعشق الماضي الجميل…
وترغب من جيل الشباب اليوم ان يحافظوا على بداوتهم وثقافتهم العربية وان لا يكونوا ببغاوات تعشق التقليد دوماً وبدون خجل او حياء….