شعلان الكريم واحد من الوجوه والعصابات السياسية التي ظهرت بعد عام ٢٠٠٣اتسم بتقلب المواقف واللهاث خلف المصالح الشخصية ولو كان ذلك على حساب المواطنين وأمنهم ودمائهم فلم يثبت على موقف فهو حيثما تكون مصلحته الشخصية يكون وليست لديه خطوط حمراء للوصول إلى اهدافه وغاياته الوصولية المنفعية
“وما لا يعرفه كثيرون أن شعلان الكريم كان مهوالاً ” مهوسجي” للطاغية المقبور صدام حسين حينما كان يلتقي بشيوخ العشائر وكان الكريم “يهوس” بالشعارات الصدامية ما أن سقطت بغداد على يد قوات الاحتلال الاميركي حتى كان أول المتعاملين معها في ملاحقة المناوئين لوجودها أو تصفيتهم وسال لعابه أمام الدولارات التي كانت تنهال عليه مقابل خدماته”
ولكن الطامة الكبرى التي يجهلها أغلب العراقيين أن شعلان الكريم كان اول الزائرين الى الكيان الصهيوني بعد ان تبرأت ببيان عشائر صلاح الدين من فعلته وزيارته المشبوهة ومن افضع الفضائح التي كشفت لاحقا “انه كان يعمل مع “جيمس ستيل” مؤسس إحدى فرق الموت الشهيرة في العراق وكان يشارك في حفلات تعذيب المعتقلين الذي تخطفهم ميليشات ستيل ذلك الشخص الغامض الذي لم تكشف ملامحه إلا بعد سنوات في تقرير كشف النقاب عنه ليظهر في مقاطع تسجيلية وصور موثقة برفقة جيمس ستيل فكانت الفضيحة المدوية لهذا المهووس
الكريم شديد الضعف أمام الدولارات حتى أنه سرق٣٠٠ مليون دولار من حصص محافظة صلاح الدين ضمن الموازنة العامة باعتراف المحافظ نفسه أحمد الجبوري واستخدم قسماً من تلك الأموال في ابتزاز بعض الشخصيات وإقامة اليالي الحمراء الصاخبة!!! ”
وفي الوقت الذي كان فيه شعلان الكريم عضواً ونائباً عن القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي كانت تربطه برئيس الوزراء نوري المالكي علاقات وثيقة ظلامية فاحت رائحتها فيما بعد , واستمر الشعلان يلعب على كل الحبال دون أن يشعر أنه وقع في فخ المواقف والسياسات المتناقضة وركوبه موجة منابر الفتن والتامر والتحريض على وحدة العراق وشعبه بمواقفه المخزية وفكره المضطرب
الكريم كان له وجه أمام الشاشات بتصريحاته الخجولة ضد المالكي وزبانيته لكنه يعقد الصفقات معه من تحت الطاولة ويتاجر بأبناء المحافظات المنكوبة حتى بدأت مظاهرات عام ٢٠١٣ في ستة محافظات ضد سياسات المالكي الطائفية وكان للكريم هنا لعبة أخرى استكمالا لمسلسل ألاعيبه وخداعه التي لا تنتهي فلم يفوت الفرصة للصعود على أكتاف المطالبين بحقوقهم من جانب والتلصص عليهم من جانب آخر حتى وصل به الأمر إلى ارتقاء منصة ساحة اعتصام سامراء في شباط / فبراير٢٠١٣ وإطلاق الرصاص في الهواء من بندقيته لإظهار تعاطفه مع المعتصمين المطالبين بحقوقهم ثم يتبرأ منهم لاحقا بعد سقوط ورقة التامر على العراق وكشف زيف المتامرين مع داعش واعداء العراق
وحينما هاجم المالكي المتظاهرين بقوة السلاح في الحويجة والفلوجة والموصل فانزوى واختفت تصريحاته الرنانة واختفى في الزوايا المظلمة غير مبال ٍ بالدماء التي سالت على يد حليفه وعدوه في الكواليس نوري المالكي بعد أن أكمل مهمته المطلوبة في التجسس على ساحات الاعتصام وجمع المعلومات وتحريض الناس والاتفاقات مع قوى الظلام والتكفير والصداميين
لقد جمع شعلان الكريم سلسلة من الازدواجية السلوكية والفكرية والدموية والمتاجرة بأبناء بلده ومحافظته منتهزاً كل فرصة تتاح له وبين الشيزوفرينيا التي كان يظهر بها بوجهين مختلفين أحدهما مناهض للسياسات الطائفية لحكومة المالكي حينذاك نفاقا وخداعا والآخر “الحقيقي” في الظلام يحمل بسمة عريضة على طاولة المؤامرات الظلامية سراً
شعلان الذي طالما اعلن عن رعبه ومخاوفه من الحشد الشعبي والذي اصبح قوة عظيمة لا يمكن الاستهانة بها بعد ان اسقطت ورقة داعش التامرية على العراق، واتسمت بعض مواقفه بالهجومية احيانا بل دعا لحله وهيكلته ثم لم يلبث ان يغير خطابه مؤخرا ليهاجم القيادات الامنية العراقية، ويمتدح الحشد الشعبي ويدعوا الحشد الى تجريف البساتين المحاذية على اطراف بلدة مكيشيفة بعد التعرضات الاخيرة ،
ان هذه الثقافة الطائفية والافكار الشوفينية والمواقف الازدواجية السياسية تكشف قبح ادعاء هؤلاء الذين عاثوا على الارض فسادا وباعوا دينهم واوطانهم بدنياهم من اجل حفنة من الدولارات ومن اجل بقاء نفوذهم وسلطتهم الزائلة لا محالة. التي بنوها على حساب دماء ومعاناة الشعب العراقي.