الشعراء أيضا غاوون
ثمة رابطة للشعراء الطيبين
الحالمين بضوء القمر المكتمل
والناعسين تحت أهذاب نجمة غجرية
يحسبهم الناس
من الصعاليك والمهرجين
ومن طينة البشر الضالين
ويحلمون بالعودة الى “يوتيوبيا المجانين”
شاعر مراهق كبير في السن
مصاب بالكآبة
تعب من الركض
وراء ومضات الالهام الهاربة
يقود حربا ضد تجاعيد الزمن
ويؤكد لمريديه
انه ليس مسؤولا عن تصرفاته الصبيانية
حين يحضر توقيع دواوين
شعراء “السوشيو ميديا”
فهو يؤمن بالتداوي بالشعر
ويقدس الشجرة المصابة
بداء بول الكلب الذي ينخر جدعها
الشعراء ايضا غاوون
يحسدهم الناس
ويقولون انهم كالارانب يتناسلون
وقصائدهم تبور تلقائيا
ومع ذلك لا يستسلمون
قيل يوما لشاعر أعمى:
لا احد يعرف
لماذا تخشى الغربان
ضوء القمر
وترقص البومات
في الظلام الدامس
فأجاب :
كل شيء يمكن ان ينقلب رأسا على عقب
فاذا كانت زوجة الواعض
وخليلة رجل الدين
لا يفرقان بين الحلال والحرام
وبين الجهاد والارهاب
فما بالك بحكام العرب وشعرائهم؟
ويقف الشاعر على المنصة ويقول:
لم يبق للشعر الا الانتحار
لا صوت لا ايقاع لا قضية
باع كل أمتعته في مزاد علني
ثم انطلق في رحلة بلا عودة