9 أبريل، 2024 1:11 م
Search
Close this search box.

الشعب يريد إسقاط نفسه!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

“الشعب يريد إسقاط النظام” , هتاف إنطلق من حناجر الملايين قبل سنين وسقط نظام , وجاء نظام كاد أن يُسقط الدولة ويمحق الوطن بإسم عقيدته وتصوراته التي لا تعترف بوطن , وسقط ذلك النظام , وجاء نظام ولا يزال الشعب يريد إسقاط النظام!!
وهنا لا بد من وقفة فهم وتحليل…
إن كلمة “يريد” فعل مضارع يدل على الحاضر والمستقبل , أي عندما تريد عليك أن تعرف ما تريد وكيف تحققه ولماذا تريده.
فالشعب يريد إسقاط النظام لأنه يريد ما يريده من المكاسب والفرص والتطلعات فكيف يصل إليها؟
الذي يريد عليه أن يعمل بجد وإجتهاد وثقة وعزيمة ومطاولة وصبر وتفاني لكي يحقق ما يريد , فعندما يريد الشعب فأنه يضع على عاتق كل مواطن مسؤولية تحقيق الإرادة وتأكيدها بالعمل.
فالنظام أيا كان نوعه وطبيعته ومواصفاته , لا يمكنه تحقيق ما يريد الشعب إذا توهم الشعب أن المسؤولية تقع على النظام وحسب , وأنه لا دور له في الوصول إلى ما يريد , ولهذا فأن القول بتغيير أي نظام لن يغير الأحوال وإنما سيساهم بتفاقمها والإثقال على كاهل المواطنين.
فعلى سبيل المثال , عندما يريد الشعب طعاما عليه أن يفكر بكيفيات إنتاج الطعام , لا أن ينتظر النظام الحاكم أن يوفره له , فالصين تعلّم فيها المواطن كيف يُطعم نفسه بعد أن أصابتها مجاعة قاهرة في ستينيات القرن العشرين , فأدرك الشعب أن الطعام يعني الحياة والعزة والكرامة والقوة والحرية , فصار الصيني ينتج طعاما يكفي أضعاف عدد السكان.
وفي اليابان علاقة المواطن بالأرض عجيبة فهو يستغل أي شبر منها لكي يزرع فيه ما يؤكل , وحتى في السنادين وعلى شرفات الشقق وفوق السطوح , وإنه يزرع ويزرع.
ولو تأملت مجتمعاتنا فلن تجد فيها ثقافة “إزرع” , أو ثقافة “إنتاج الطعام” , فالكل يريد من النظام إطعامه , فهو المسؤول والمتهم والناس أبرياء وضحايا ومقهورين , وما أن تواجههم بمسؤوليتهم ينزلون إلى الشوارع يهتفون ” الشعب يريد إسقاط النظام”!!
فعن أي نظام يتحدثون ويريدون؟!!
نظام سياسي يقضي على الدولة ومؤسساتها وجيشها وأمنها , وتحويلها إلى دولة مليشيات وأحزاب متصارعة متحاربة لا يعنيها الوطن والمواطن؟
أو ربما المقصود بتغيير النظام أن تذهب البلاد إلى إضطرام , كما هو الحال في باقي الدول والبلدان المنكوبة بما هو مُدان.
إن المشكلة الحقيقية التي على الناس أن تستوعبها وتستيقظ من غفلتها قبل فوات الأوان , هي أن تغيير الأفهام وليس النظام هو المطلوب.
فاحفظوا أوطانكم وصونوا الدولة والجيش لأنها الأمة , وإن سقطت الأوطان سقطت الأمة , وإن تحيا بها تحيا الأمة.
فاعتصموا بأمتكم وأوطانكم ولا تخدعنكم مناهج المفترسين!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب