شئنا ام ابينا فان الاحزاب السياسية المهيمنة على كل شيء والمتسلطة منذ ستة عشر عاما ، تتعمد تجاهل مطالب المتظاهرين الثوار في بغداد والمحافظات ، عندما تصر على ترشيح شخصيات لشغل موقع رئيس مجلس الوزراء بدلا من عادل عبد المهدي .. ومنتهى التعسف والاجحاف محاولة القاء اللوم على الشباب الابطال في اطالة امد الازمة تحت ذرائع مختلفة باهتة ولا معنى لها مثل عدم وجود لجنة تمثل الثوار للتفاوض معها .. فالمطالب واضحة ولاتحتاج الى لجنة بما فيها موضوع اختيار رئيس مجلس وزراء حيث تم وضع عدد من الصور لعدد من الشخصيات التي يبدو وبحسب بيانات واحاديث عدد من الناشطين يمكن ان تحظى بمقبولية في ساحات الاعتصام . ومن البديهي جدا بل والضروري الاعتراف بحق الشعب بعدم ثقته بالاحزاب وبالتالي استحالة الموافقة على مرشيحهم او حتى مقترحاتهم بتعديل قانون الانتخابات او تعديل الدستور.. فهذه الاحزاب صارت عنوان فساد امام كل مواطن وتتحمل مسؤولية الخراب السياسي والقيمي والمادي والمعنوي فهي من كانت تدير البلاد طيلة السنوات الماضية .. فماذا يعني اصرارها على السلطة غير الطمع بالامتيازات والمنافع والرواتب التي لايوجد لها مثيل الا في حميع بلدان العالم لانها خارج المألوف بل وتصل حد الخيال !
المتمنطقون والبعض من المستفيدين يشيرون الى الالتزام بالدستور ويتجاهلون كم مرة تم تجاوز بنوده وفقراته من قبل نفس الاطراف السياسية التي تتكأ عليه وهو اصلا دستور ملغوم ومرفوض.. ثم اليس قمع التظاهرات واختطاف واغتيال الناشطين المتصاعد هو اكبر انتهاك للدستور ؟! لذا ومع كامل احترامنا لرئيس الجمهورية برهم صالح فان تساؤله عن الكتلة الاكبر او الاكثر عددا يعني عدم رؤيته لحقائق الامور .. فالكتلة الاكبر هو الشعب ياسيادة الرئيس .,ومن يمثله حددوا مطالبهم في ساحات العز في بغداد والمحافظات .
لست ناطقا باسم المتظاهرين الشباب ولايحق لي او لسواي ان نتحدث باسمهم ، غير ان الوقائع واحاديثهم وبياناتهم كلها تجعلنا نقول وبثقة واطمئنان انهم الاحرصمن سواهمعلى مصلحة العراق وخروجه مما هو فيه حيث المدارس والجامعات والدوائر بل الحياة في العراق شبه معطلة
وتطلعاتهم لاختيار حكومة مؤقتة قادرة على اخراج الوطن من ازماته المركبة والمعقدة . الخطوة الاولى للخروج من هذه الازمة كما يقول البعض هو ان تكف الاحزاب عن ترشيح هذه الشخصية او تلك فالشباب رفعوا شعار ” مستقل لا مستقيل ” كما انه بات واضحا رفض اية شخصية كان لها موقع مسؤولية في الحكومات المتعاقبة برلمانية كانت او حكومية .. ولا نظن ان العراق خال من كفاءات مستقلة بعيدة عن تأثير وسطوة الاحزاب الحاكمة والمتحكمة . ومع يقيننا بان مهمته لن تكون سهلة وبان المستفيدين من السياسيين سيضعون امامه العراقيل والصعاب لافشال مهمته ، فانه شئتم ام ابيتم لاسبيل غير الاقرار بهزيمتكم امام الشعب والانصياع لارادته التي لن ولا تلين .. مرة اخرى الشعب هو الكتلة الاكبر والاكثر عددا وهو صاحب القرار انها مرحلة الارادة الوطنية بعيدا عن المحاصصة الطائفية .