انتهت الانتخابات ولكن لم تنته الازمات والشجارات السياسية والتفاهمات بين الكتل على قدم وساق وكذا المناوشات والتهم المسبقة.
وقد تكلم البعض عن التزوير او محاولات تغيير ارادة الناخب العراقي وهذه واردة كما سجلت بعض الملاحظات هنا وهناك، مع وصول اكثر من 800 شكوى كما اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،انها تسلمت 762 شكوى متعلقة بالتصويت الخاص والعام في جميع المحافظات وفيما بينت ان النتائج المعلنة من قبل بعض الكيانات غير دقيقة قالت إن هناك مشروعا لتحسين البطاقة الالكترونية ودعت للمحافظة عليها.
المفوضية تسلمت 472 شكوى متعلقة بالتصويت العام، و277 شكوى متعلقة بالتصويت الخاص في جميع المحافظات ، و13 شكوى متعلقة بالتصويت الخاص في كردستان.
ومع انتهاء الانتخابات يخشى الكثير من العراقيين عودة تصاعد الاضطرابات، وعودة النزاع الطائفي للبلاد، إذ يبدو المشهد اليوم اكثر قتامة من اي وقت مضى ومنقسما أكثر من ذي قبل.
بناء على ذلك اصبح إعلان النتائج محطة للتكهنات لدى المواطن في كل المجالس والاماكن والمقاهي والبيوت وحتى جلسات السمر،بل تعدى ذلك الى المضايف العشائرية ، فلكل طامع بكتلة او حزب له تكهناته التي ينشرها امام خصومه الآخرين.
تقدم الشعب وقال كلمته برغم ان النسبة لم تتجاوز 62% وبرغم التهديدات والأوضاع الأمنية وكذا بعض المحافاظات التي تعاني من الهجمات والاعتداءات لكن الشعب قام وأدى الذي عليه، الآن تحولت الكرة الى ملعب السياسيين الذين سوف يكون نواب لهم ماذا تقولون وماتقدمون للذين قاموا بانتخابكم. هل ستجبرون كسرهم ام انكم ستكونون مثل السابقين وسيتندمون انهم اختاروكم سؤال مهم وحيوي يحتاج الى اجابة كل من سيدخل مجلس النواب المقبل .
وبرغم ان الكثير من الناس كانت لهم بعض المخاوف من الذهاب الى صناديق الاقتراع بعدما شاهدوا العملية الجديدة حيث نوجه سؤالا مهما الى مفوضية الانتخابات هل الانتخاب سري ام علني لأن التصويت بهذه الطريقة يعني كشف الناخب لمن كان صوته ،فإن ورقة الاقتراع سيتم تمريرها في جهاز فحص بصمة الناخب ويتم تسجيل معلوماته الكاملة من الإسم والعنوان على الجهاز الالكتروني ، ما يعني اكتشاف الشخصيات التي قاموا بالتصويت لها.
المفترض بالانتخابات ان تخرج بنتيجة تخدم الشعب العراقي وتلبي تطلعاته والا ماهي فائدة المشاركة فيها وخاصة اذا لم تحترام إرادة الشعب الذين يشكلون الجهة الاولى في العراق لأنهم فعلا يقومون بختيار الساسة فاذا انخدعوا برشاوي او كلمات منمقة وتخويف او تهديد فان النتيجة ستكون مخيبة للجميع ، ان ماحصل مهما كان يعتبر نصر وانتصار وان كنا نتمنى المزيد ، وكان يمكن ان تكون المشاركة اكبر ولكن سمعنا من الكثير بعدم تحمل المسؤولية والذهاب الى الاقتراع بحجه انهم جربوا السنين الماضية ولم يحصدوا التغيير، مع اننا جميعا نتحمل المسؤولية ، وعلينا ان نكون على قدر من المسؤولية والواجب.
اليوم ننتظر الوفاء بالعهد لمن كان الختيار والفضل للشعب الذي اختار وانزل ورقة الاقتراع في الصندوق لتكون رقم لسياسي قد يحقق شيء في المستقبل لعراق واعد.