22 ديسمبر، 2024 2:11 م

الشعب في فقر مدقع وسباق الانتخابات وتقسيم الكعكة

الشعب في فقر مدقع وسباق الانتخابات وتقسيم الكعكة

عودة على بدأ ـ يتكرر سيناريو الضحك على الذقون بين ساسة الصدفة والدبابة الامريكية وبين شعب مقسم بين جاهل وبين مخدوع، بين خائف وبين من استفاد من الفوضى وانعدام القانون والأخلاق، شعب ضائع بين تطلعات واحلام قيادات دينية وسياسية وبين طموح واحلام جيل، بل أجيال، لا تعرف عن حاضرها وينتظرها مستقبل محفوف بالمفخخات والتهديد بالإرهاب والبعث والصداميين وزوبعة إيران والدولة الصفوية …الخ

يتكرر مسلسل 2006، وكل 4 سنوات ـ يتكرر مسلسل نشر الخوف والرعب، يتكرر مسلسل نشر الطائفية، تتكرر كذبة نحن لكم خدام، انتخبونا فنحن خير من يمثلكم، تتكرر اضحوكة ان لم تنتخبونا فان حزب البعث سيعود، يعاد سرد مقولة اننا نمثل المذهب والمرجعية … الخ.

لكن الامر المختلف الان يمكن تشخيصه في عدة نقاط …

الامر الأول، ان الانتخابات تجري قبل موعدها (الدستوري) بسنة واحدة، ويتم اجراءها من قبل حكومة غير منتخبةـ بل انها حكومة تسيير أمور، تم استحداثها لغرضين (حسب ما هو معلن) ، الغرض الأول تحقيق مطالب المتظاهرين، والغرض الثاني هو اجراء الانتخابات.

الامر الثاني، تم تغيير قيادة مفوضية الانتخابات على وفق ما تراه الكتلة التي ترغب بتولي رئاسة الحكومة القادمة (بعد عام 2022)، وبالتوافق مع القيادات الأربعة الحاكمة (الجناح السني-الحلبوسي+الاكراد-البرزاني+الحكمة وبدر وقيادات الحشد-بموافقة إيرانية+اجنحة النصر والأقليات). وبهذا يضمن العنصر المهيمن على المشهد السياسي استبعاد جناح الدعوة وبالأخص فصيل المالكي.

الامر الثالث، يدخل عنصر اخر في اللعبة ، وهو ما يطلق عليه (أصحاب تشرين) ، الانتفاضة التي صودرت تضحيات شهدائها لكي يصل الى من كان مخطط له ان يصل الى سدة الحكم، وبهذا نجحت مكاتب الإدارة والمتابعة والتخطيط التابعة للسفارة الامريكية والقنصلية الإسرائيلية ومن خلال اللاعبين الكبار منهم والصغار من قلب الطاولة على مطالب الشعب وتسويف الحقوق وجعلت من العراق اضحوكة التاريخ والمنطقة.

الامر الرابع، في خضم هذا تحاول الحكومة المؤقتة تحويل دفة السيطرة على مقاليد الحكم في العراق من الولي الفقيه الإيراني الى المحيط العربي وتقديم تنازلات الى دول الجوار العربي والتحرك بشكل بطيء نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي .

الامر الخامس ، لا يخفى ان اللاعبين الأساسيين في المشهد السياسي العراقي هم من توافقوا على جلب هذه الحكومة برئيسها وأعضاء الكابينة الوزارية، فمن غير المستعبد ان تخرج هذه الحكومة بكل تفاصيلها عن تطلعات هؤلاء اللاعبين، اذن غبي وجاهل من يعتقد ان هنالك جديد سيحدث بعد 10 تشرين الأول القادم.

ومن خلال ما تقدم يمكن ان نصل نتيجة وهي ان القادم ليس افضل من الحال، بل ان القادم اسوء ، نعم، هنالك عدة سيناريوهات معدة وكما يقول العم سام (plane B) ، فلا تتوقع ان هنالك حملات اعمار، او حملات ضد الفساد والمفسدين، او اصلاح الهيكل الإداري في مؤسسات الدولة، او ان يتم الغاء المحسوبية والعلاقات الشخصية في تسنم المناصب او توزيع الكعكة.

المطلوب في المرحلة القادمة من العراق ، وحسب المعطيات والمقدمات خلال الأشهر المنصرمة ، المهام الاتية :

1. البدا بالمرحلة الثانية من عمليات تدمير قوات الحشد الشعبي، والاخص الفرق التي هي موالية لإيران.

2. تشويه صورة الإسلام (بكلا شقيه السني والشيعي) من خلال اللاعبين (الموظفين) من حيث يعلمون او لا يعلمون، الذين جعلوا صورة الإسلام في الأسفل وكذلك الكهنوتية التي اخترعوها .

3. رهن العراق بديون لا قبل للخزينة والاجيال القادمة على تسديدها مما يجعل البلاد أسيرة هذه الديون، ومعروف تبعية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (عائلة روتشيلد)، والذي لا يعلم ما هي عائلة روتشيلد فمن الأفضل ان يدفن نفسه بالتراب .

4. توسيع عمليات بيع ابار النفط ، وبالأخص ابار الوسط والجنوب الى الشركات الامريكية وكذلك ادخال الشركات العربية (السعودية والاماراتية)، وبأرخص الاثمان ورهن نفط العراق والى الابد بيد هذه الشركات.

اذن ، فالانتخابات والوضع العراقي القادم ينذر بما هو اسوء، فلا يتوقع احد خيرا من أناس ارتضوا ان يعيشوا في رغد العيش ومن ثروات الشعب والى جانبهم بطون تتوق الى رغيف الخبز، فلا اكن لكم أي احترام او تقديرا للجميع وبدون استثناء، فتعسا لمن رضي بالذل والعار .

وللحديث تتمة ، اذا بقيت للحياة.