الشعب العراقي والحشد الشعبي.. علاقة أمن ومحبة لا تهزّها العواصف

الشعب العراقي والحشد الشعبي.. علاقة أمن ومحبة لا تهزّها العواصف

في خضم العواصف السياسية والأمنية التي مرت على العراق، بقي الحشد الشعبي صخرةً عصيةً على الكسر، ورمزًا وطنيًا يتكئ عليه العراقيون كلما ضاقت بهم السُبل واشتدت المحن. فليس من قبيل المجاملة أو العاطفة الزائدة أن نقول إن غالبية أبناء الشعب العراقي تحب الحشد الشعبي، بل هو تعبير صادق عن شعور جمعيّ يرى في هذا التشكيل ضمانة حقيقية لأمن البلد وسيادته واستقراره.

الحشد الشعبي لم يولد من فراغ، ولم يُفرض على الشعب بسلطة القوانين أو قرارات الحكومات، بل خرج من رحم المعاناة العراقية، ومن دماء الشهداء، ومن نداء المرجعية الشريفة، حين اجتمعت الإرادة الوطنية والغيرة العراقية لتشكل سدًّا منيعًا في وجه أعتى هجمة إرهابية شهدها العصر. لذا فإن العلاقة بين الحشد الشعبي والشعب علاقة دم ومصير، وليست علاقة مصلحة أو شعارات طارئة.

اليوم، وبعد أن انتصر الحشد على “داعش”، وأعاد الروح للمناطق المحررة، ووقف سدًا أمام مخططات التقسيم والتمزيق، بات العراقي يوقن أن وجود الحشد الشعبي ضرورة أمنية وسياسية ووطنية. فالحشد ليس فقط بندقية مقاومة، بل هو جهاز وطني يضم في صفوفه أبناء الجنوب والفرات الأوسط والغرب والشمال، يجمعهم الولاء للعراق، والدفاع عن الأرض والعِرض.

الهجمات الإعلامية التي يتعرض لها الحشد، سواء من بعض الجهات الخارجية أو من أذرع داخلية مشبوهة، لم تؤثر في محبة الشعب له، بل زادته رسوخًا في القلوب، وعززت القناعة بأن هذا التشكيل مستهدف لأنه يمثل جوهر السيادة، وكابوسًا لأعداء العراق، ولأنه أحد أهم منجزات النصر على الإرهاب.

ومن هنا، فإن العراقيين لا يرون في الحشد الشعبي مجرد تشكيل أمني، بل يعتبرونه درعهم الشعبي الذي يحميهم إذا ما سقطت الحسابات السياسية، وانهارت التفاهمات الدولية. إنه بمثابة قوة شعب داخل الدولة، تكمّل مؤسساتها، وتمنحها العمق الحقيقي في زمن التحديات.

ختامًا، يمكننا أن نقول بثقة: الحشد الشعبي ليس فقط ضمانة لأمن العراق، بل هو دليل على أن هذا الشعب قادر على إنتاج قوته بيده، عندما تعجز الدول عن حمايته.
الحشد في وجدان العراقيين باقٍ، ما بقي العراق، ولن تتمكن حملات التشويه من محو هذا الحب، لأن ما بُني بالدم لا يهدمه كلام المتآمرين.