في الثامن من الشهر الرابع عام 2003 دخلت القوات الامريكية بغداد لتعلن سقوط النظام السابق وتعلن للشعب العراقي صفحة حكم جديد وفق نظام
ديمقراطي مماثل لنظام الحكومات الغربية،،
استبشر العراقيين خيراً بالتغيير وبدأ الاعلام يروج ماسوف يتحقق من انجازات عظيمة في زمن الحكومات الجديدة، ومن هذه الانجازات الورقية ان
مفردات البطاقة التموينيه سوف تتعدى العشرين مادة وان النفط سوف يكون له نظام خاص وتكون ايراداته مقسمة على ابناء الشعب عامة،، وان
رئيس الحكومة موظف حكومي اسوةً ببقية موظفي الدولة،،ولايحتاج الى حمايات اوسيارات مصفحة وان الشعب يستطيع تغييره وقت مايشاء،،
وان السلطة مدنية وبيد الدولة فقط ولايوجد احزاب تستبد المواطن وتكبل حرياته العامة والخاصة ،،،
وحديث طويل عن انجازات كثيرة ،،ولكن الفرحة لم تدوم كثيراً فمن حزب دكتاتوري واحد الى عشرات الاحزاب الطائفية والمتسلطة على رقاب
المواطنين ،،
واصبحت مفردات البطاقة التموينية تتلاشى الى ان وصلت الى مرحلة العدم ،
واصبح النفط يصل المواطن رائحته فقط ،،وبدلاً من يقبض ايراداته اصبح يدفع ضرائب كبيرة ورشاوى بكل مفاصل الدولة،،
لقد استلم السلطة أناس يتقنون الكذب السياسي بطريقه فنية رائعة ،فحشرو الدين بالسلطة وهم يعرفون اننا مجتمعات تتأثر بهذا المنطق ،،
وبدأت سرقة المال العام بطريقه مافيات منظمة وظهرت مؤسسات وهيئات لم نسمع بها من قبل مثل هيئة النزاهه ولاتوجد نزاهة في البلد فالرشوى
اصبحت ثقافة مجتمعية وهيئة المسائلة والعدالة ولاتوجد مسائلة ولاعدالة الكل يسرح ويمرح تحت مظلة الاحزاب ،وهيئة الاعلام ،والاعلام اصبح
حر على الطريقة الامريكية الحديثة ،وبدلاً من وزارة العدل مجلس القضاء الاعلى ودوائر ووزارات كثيرةصنعت لأجل مآرب اخرى ،
اليوم وبعد الاحباط الشديد لدى المواطن نسمع اصوات الشارع متحدى كل اشكال الدكتاتورية الجديدة وما مهوال ابن الجنوب (الخير العدنا مكوم
،،والاحزاب تفرهد بي ) مروراً الى مظاهرات السماوة والديوانية التي تطالب بعودة البعثيين وبصورة علنية نتيجة استحواذ احزاب معينة وانفرادها
بالقرار ،وشعور المواطن بخيبة الامل والندم على حقيقة هي بالاساس حبراً على ورق ومسرحية بطلها الهوليودي بول بريمر ومنفذيها اغلبهم ورقيون
يعتقدون انهم كانو معارضين للدكتاتورية ،
وكما يقول المثل الشعبي،،
( بين حانا ومانا ضاعت لحايانا )
لقد انكشف المستور واصبح الممنوع مباح واصبح الدين غطاء سياسي،واصبحت المداهنة واجب ،،واصبح العرف العشائري مناهض للعلم
،،واصبحت التقاليد مظاهر خداعة وماتت الحقيقة وسبحان من يحيي الموتى،،،،