الاعترافات التي کان قد أدلى بها مرشد النظام الايراني بشأن إنتفاضة 28 ديسمبر2017، والتي أکد فيها على دور منظمة مجاهدي خلق في قيادة تلك الانتفاضة وبعد ذلك سلسلة تصريحاته المختلفة التي يشير فيها بصورة وأخرى الى دور المنظمة ونجاحها في التغلغل بين صفوف الشعب الايراني بمختلف شرائحه وفي معظم المدن الايرانية وخصوصا بين الشباب، فسرت وبکل وضوح لماذا غامر النظام الايراني بالقيام بمخطط إرهابي يقوده دبلوماسي بدرجة سکرتير ثالث للسفارة الايرانية في النمسا لمهاجمة مٶتمر المقاومة الايرانية السنوي عام 2018، والذي ينتظر الان صدور الحکم بحقه في الشهر القادم بعد االمحکمة التي أجريت له في بلجيکا.
الصراع المحتدم والضاري الجاري دونما توقف بين النظام الايراني وبين منظمة مجاهدي خلق، والذي شهد فصولا متباينة دامية إستخدم فيها النظام کل مابوسعه من أجل القضاء على المنظمة، جاءت سلسلة الاحداث والتطورات الاخيرة لتثبت وبکل وضوح من إن المنظمة لازالت واقفة على قدميها وإنها بإمکانها الاخذ بزمام المبادرة من النظام، إذ أن المحاکمة التي جرت للدبلوماسي الارهابي أسدي والتي ستجري لمسٶول النظام”حميد نوري”في السويد في مارس المقبل، الى جانب الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة وإستمرار عزلة النظام أکدت کلها بأن الامور في خطها العام تجري بسياق يٶکد بأن وضع النظام على أسوأ مايکون وإن مجاهدي خلق تحقق تقدما ملفتا للنظر للأمام وهذا مايمکن إستشفافه بجلاء في تصريحات لقادة ومسٶولي التي أعربوا فيها عن قلقهم من دور المنظمة و من إنها لازالت تشکل التهديد الاکبر للنظام ولازالت البديل السياسي الفکري القائم للنظام.
منظمة مجاهدي خلق التي لم تتوقف يوما واحدا عن النضال ضد النظام الايراني ومواجهته والتصدي له بمختلف الطرق والوسائل، جاءت الاحداث والتطورات الاخيرة لتدل على إن ماقد ناضلت وکافحت المنظمة من أجله منذ تأسيس هذ النظام، قد حقق أهدافها ولم يذهب هدرا، وإن النظام وبالاخص خامنئي الذي يعلم بأن النظام قد فشل فشلا ذريعا في حملته الشرسة متعددة الجوانب ضد المنظمة على طول العقود الاربعة الماضية
الايام التي کانت سابقا تمر سريعا بالنسبة للنظام الايراني، فإنها تمر حاليا ببطأ شديد وإن هذا النظام يشعر بعالة غير عادية من التوجس والقلق من هذا البطأ لأنه أشبه مايکون بالعد التنازلي لتوجيه الضربة القاضية للنظام ولاسيما بعد أن صار النظام يسعر بعزلة دولية غير مسبوقة ويواجه أوضاعا داخلية غير مسبوقة وخصوصا من حيث تزايد مشاعر رفض وکراهية النظام من جانب مختلف شرائح الشعب الايراني وبلوغها مستويات غير عادية وتزامن ذلك ذلك مع زيادة دور وحضور وتأثير مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران وهو مايدل على إن الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق قد صممتا وبشکل قاطع وحاسم على القضاء على هذا النظام وإنهائه الى الابد.