لا شك أن العقل الجمعي يلعبُ دوراً خطيراً في تكوين القناعات المختلفة، وهذا الأمر قد أضر كثيراً في الماضي والحاضر..!!
لأن العقل الجمعي يستمد مادته من البيئة المحيطة والثقافة الرائجة…..
وفي ظل هذه القناعة الساذجة تتكون المواقف والإرادات!
إن الشيء المؤسف الذي لا يحتاج إلى تجشم صعوبة في إظهاره والبرهنة عليه، ما يعانيه الشعب العراقي من مآسي ودمار طالت الحرث والنسل وخلّفت أنهاراً من الدماء والأشلاء، فضلاً عن الظلم والاضطهاد والفقر والجهل الذي تغلغل في كل شبر من أرض العراق! بالرغم من هذا الواقع المر والمأساوي نلاحظ أن هناك الملايين من أبناء هذا الشعب المظلوم لازال ساذجاً في وعيه وقناعاته بحيث لا يستطيع أن يميّز بين الجلّاد والضحية…
وهذا يمثل الجوهر الأساسي للمشكلة الاجتماعية التي تتمثل في غياب الوعي وفقدان الشعور بأهمية العدل والعدالة….
وهنا يأتي دور الواعين من أبناء الشعب في تحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية في نشر الثقافة والمعرفة والوعي عن طريق المحاولات المتكررة التي لا تعرف الكلل والملل وبالتالي ستثمر هذه المحاولات تدريجيا مع مرور الزمن، لأن التجربة الاجتماعية أطول عمرا وأكثر تعقيدا من التجربة العلمية…
ولا شك أننا قد استفدنا كثيرا من بعض التجارب السابقة والمحاولات المخلصة التي أفنى رجالها نفوسهم وبذلوا دماءهم ومهجهم لكي يرتفعوا بالشعب وينقذوه من مستنقع الجهل والغفلة والذل…