هناك في ذلك العالم المتقدم يتساءلون لماذا صعدت ” الشعبوية “الى قيادة الدول الكبرى ، لماذا نجح اليمين المتطرف في اكتساح الانتخابات في بلدان اوربية عدة ، وفي الولايات المتحدة الامريكية ؟
ماهي الشعبوية ؟ : هي “نوع من الخطاب السياسي الذي يستخدم الديماغوجية وإثارة عواطف الجماهير بالحجاج الجماهيري ، لتحييد القوى العكسية. حيث يعتمد بعض المسؤولين على الشعبوية لكسب تأييد الناس والمجتمعات لما ينفذونه أو يعلنونه من السياسات، وللحفاظ على نسبة جماهيرية معينة تعطيهم مصداقية وشرعية. و عكس الشعبوية هو تقديم المعلومات ، الارقام ، و البيانات بمخاطبة عقل الناخب لا عواطفه ، لذلك عادة ما يتم وصف الشعبويين بأنهم يتبعون معاداة الفكر، أو يمارسون الجهل” ، والتمردات الشعبوية : هي ” ليست أكثر من تشنّج جلف لناخبين غير متعلّمين، سيتعلّمون عمّا قريب خطأ قراراتهم”.
هناك يمين متطرف يريد اعادة الاعتبار للجنس الابيض، في مقابل غزو الاقليات الاخرى للعالم الغربي .
اما هنا في هذا الجانب من العالم فنعاني من العشائرية التي سيطرت على الشارع ، بما يشبه المليشيات المسلحة، والاختطاف بقوة السلاح للشارع ، مستغلة الانفلات الامني وضعف الدولة ، وبدأت العشائر بنشر اعرافها بالقوة وسط بقايا لتحضر مدني متبق في بعض المدن العراقية ، فمصطلحات لم يكن يعرفها ابن المدينة، صارت من المفردات اليومية التي تسمع في الشارع واماكن العمل ( الكوامة ، الحشم ، والنهوة ، والفصلية ، والدكة وووو) .
ما معنى سيطرتها على نتائج الانتخابات ، بحكم تكتلها خلف قيادة نَسَبية واحدة ؟ هذا يعني ان الجهلة والبسطاء فكريا ،هم الذين يعيدون انتاج التخلف السياسي ، وهم من يسعى لتخريب ما تبقى من اشكال الحضارة الرافدينية العريقة .
اما الفقهاء من الطبقة السياسية ، فبعضهم ركب الموجة وصار يخاطب الناس كما لو كان سياسيا بحتا، فصار شعبويا، يتملق الجمهور، و يتماهى مع عواطفهم ، مبتعدا عن توجهه الاصلي وهي دراسة العلوم الشرعية وابداء الاراء العصرية التي هي محل ابتلاء اغلب الناس في الاحكام الفقهية ،والتي تعتمد على الرصانة العلمية ، والمنهج الموضوعي للوصول الى حقائق الامور .
وكما وجد من الفقهاء من يخفي احكاما فقهية عن العامة خشية الغوغاء او هياجهم عليه وتكفيرهم له ، مما جعل الشعبويين والعشائريين يصولون في الساحة وبلا ادنى مراعاة لحضارة يقال عنها انها اعرق الحضارات .